23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

من الحكم الديني (اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني

من الحكم الديني (اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني

لو سألنا انفسنا السؤال الاتي :- لماذا لايسمح للحكم المدني من النفاذ والنشوء واستلام العملية السياسية في العراق ؟ ولماذا ترك الحكم الديني ( اللاديني ) يسيطر على مقدرات العراق منذ 2003 ولغاية الان ؟ ولماذا لا يفسح السبيل والمجال للحكم المدني (العادل ) بعد كل هذا الخراب في النفوس و العمران على حد سواء وتلك الخسائر الهائلة في الارواح وفي الثروات والاستنزاف الذي مني بها العراق .. ان نظرة فاحصة وتحليلية للاستراتيجية المطبقة الان في العراق والتي تقود الامور وتسيرها سوف تبين الاسباب وراء ذلك وتكشف الاسرار والخفايا وما يحاك وراء الكواليس وعندها سيبطل العجب .. لماذا لايسمح بالحكم المدني رغم ان الحكم المدني في خطه العام سيكون حليفا ومتناغما مع الحضارة الغربية وقيمها والحكم المدني ايضا سوف يستقي دستوره الوضعي ايضا من قوانين اغلبها مستوردة من الغرب والشرق كما ان الحكم المدني الى حد ما سوف يكون مرتبطا بعجلة الحضارة الغربية وسيفتح ذراعيه ايضا للثقافات المستوردة وسوف يكون اساس حكمه الديمقراطية ايضا وسوف ينادي بها ولكن السؤال اذا كانت كذلك مميزات الحكم المدني فلماذا لا يسمح له ولا يسرع الوتيرة و يدعم في كل المراحل السابقة والحالية للحصول على المناصب الاساسية لماذا لا يترك للناس الحرية في الانتخابات للاقتراع لصالح اتباع الحكم المدني ؟ ان الاسباب في ذلك كثيرة منها اسباب داخلية واسباب خارجية منها تعود الى الثقافة التي يحملها المجتمع ومنها يعود الى تدخلات خارجية سواء كانت عسكرية مباشرة او مناهج دخيلة واملاءات غير مباشرة وسوف نشرحها لاحقا , وفي المقابل فان الحكم الديني ( اللاديني ) الذي تلاقفه اصحاب العمائم والسياسيين التابعين الى ايران سواء كانوا من السنة والشيعة ومن خلفهم المرجعية الدينية في النجف والتي كانت الممول والداعم المعنوي الرئيس والدافع والحافز والحامية لهؤلاء الفاسدين وعصاباتهم و مليشياتهم قد تظافرت الصدفة او سوء حظ العراقيين او القدر ايا كان على احتضانهم ودعمهم ورعايتهم من قبل القوى العالمية واللاعبيين الرئيسين في المنطقة ذلك انهم استطاعوا ان يسخروا الدين بصورة مفجعة ومؤسفة لاجل تنفيذ اجندات خارجية ومآرب واطماع وبالصورة المقابلة الاخرى فان اللاعب ( السياسي ) المدني لايتدخل في الدين كما انه لايمتلك الثقافة الدينية الا بحدود معينة و لايتستر في الدين ولم يجعل الدين مطية ووسيلة للوصول الى السلطة هذا هو الفرق الرئيس , فالسياسي المدني لا يستطيع الطيران بجناح واحدة تحت ظل سماء ملبدة ذلك انه لايفهم في الدين الا بمقدار محدود في حين ان رجل الدين او السياسي الذي يخوض في الدين يمتلك السلطة الدينية او المؤثر الديني او الطائفي التي تؤهله

للتاثير على الناس فهو يطوع ويسخر الدين ويستخدمه لتحقيق ما يصبوا اليه وتنفيذ مآربه وسياساته واطماعه ومشاريعه ذلك لوجود الحاضنة اذا صحت العبارة وهي الوازع الديني المتجذر في نفوس الناس وقلوبهم وضمائرهم وما توارثوه عبر الاجيال من تبجيلهم وتقديسهم للدين ورجالاته ذلك ان الدين اخطر مايكون من اي فلسفة او ايدلوجية اخرى فهو ذو حدين يمكن ان ياخذ وجهة الشر في حال سطوة الاشرار على مقاليد هرمه الاعلى وياخذ سياق الخير في حال وجود رجال الدين الاخيار , ومن هنا امسك الاشرار والخونة والدجالون وعلى رأسهم مرجعية النجف وارتباطها الوثيق بولاية الفقيه الايرانية المنظر الرئيس لهذا الاسلام الدخيل فهنا يتم استخدام الدين حتى في اصغر التفاصيل دونما خوف او وجل بوسائل الاجتهاد وتطويع النص لاغراض شيطانية وتطبيقه على الاكثرية البسيطة من الناس والتي تقدس صاحب العمامة من هنا كان الفرق بين من يطير بجناح واحد جناح النظام المدني فقط وبين من يطير بجناحين الدين والنظام المدني او الدنيوي معا وفي هذه الحالة فان رجل الدين سوف يتفوق حتى على الشيطان نفسه بل سيصبح الشيطان مجرد قزم صغير امامه ..

وقد تظافرت الظروف والعوامل الداخلية والخارجية والعوامل الذاتية واللاموضوعية نتيجة التدخلات الخارجية باستخدام القوة والعنف والترهيب او باستخدام الثقافات الدخيلة والمناهج والمؤثرات الدينية والعرفية والترغيب التي تؤثر على المنظومة القيمية للمجتمع وتدفع بها جمعا نحو الاختيار اللا ارادي والخاطىء لمسيرته وخطواته كالاعمى الذي يقاد او كالقاصر او المحجور الذي يجبر رغما عن انفه ودون علمه وارادته ..

فالحكم ( اللاديني ) اعطى صورة سيئه ومشوهه عن الدين وهذا ما يريده مصدر القرار العالمي الذي يتحكم بالسياسات العالمية والذي يمتلك الامكانات المادية الهائلة والعلوم والتكنلوجيا فالامعان والاصرار في ( شيطنة الدين ) من خلال تكريس وجود ودوام وحماية الحكم الديني ( اللاديني ) لاستخراج نتيجة حتمية هو التذمر الجمعي وكره الدين الى درجة الفزع والهروب منه ومقته وبالتالي اقتلاع رسوخه وزلزلة قطعه لدى المجتمع وابعاده في النهاية من ذاكرته واخلاقياته ونواميسه .. ولكن ماذا لو وصل الحكم المدني للسلطة ماذا يكون مصير فراعنة الدين واقطاعياتهم واتباع الحكم الديني ( اللاديني ) من مرجعيات وغيرها ان النتيجة الحتمية انها سوف تنكفأ في الحكم المدني وترتد الى جحورها كالافاعي وترجع الى المربع الاول لتمارس دور النفاق الديني والتقية والمسكنة ومعاودة انتهاج الابتعاد عن السياسة ظاهرا والانزواء , غير ان الحكم المدني سوف يكون عصرا ذهبيا للاسلام المعتدل والذي لا يمارس بطبيعته التفرقة والعنصرية والطائفية والفساد

وهذا ما يكون موافقا للحكم المدني قطعا الذي يحفظ كرامة وسمعة وصورة الدين ليس بالضرورة لدواعي التوافق او الاصطفاف او التحالف مع الدين بقدر ان الدين سوف لايكون في الواجهه ومصانا من ايدي العابثين والمتلاعبين والمتسترين به ويكون محفوظ القداسة كالدرر داخل الاصداف لا كما فعل هؤلاء المتأسلمون والقرامطة عندما مرغوا الدين في الحضيض والحكم المدني العادل سوف يحفظ كرامة المجمتع ككل بكل انتماءاته وطوائفه وهذا ما لا تريده القوى المستبدة العالمية المسيطرة على القرار لان هذه الحالة لو وصل اليها المجتمع وطبقها عندها لا يمكنها الاستحواذ على كل الثروات فهي لا تشبع نهمها الا بالسيطرة الكلية والتحكم بمصدر الحكم والقرار في البلدان وتحويل تلك البلدان سوقا استهلاكية ليس اكثر يعم فيها الجهل والمرض والموت والفساد والاقطاعيات الدينية الفاسدة والظالمة , ومن هنا كان لابد من الاصرار في التظاهرات في رفع شعار ومطالبة بالحكم المدني ورفض الحكم الديني ( اللاديني ) الذي اوصل العراق الى حافة الانهيار وفقدان وجوده كدولة وكشعب موحد ومن هنا كان صوت المتظاهر والناشط العراقي المرجع المعتدل والمنصف والثائر على غطرسة وخرافات وفساد الطغمة الدينية الفرعونية الكهنوتية في النجف والمطالب بحفظ كرامة الدين الاسلامي الحنيف وابعاده عن براثن الاخطبوط الايراني المتعجرف وقرامطة العصر واحلال السلام الكامل والشامل في ربوع عراقنا الواحد الموحد وهنا نطالب وبشدة جميع المثقفين والاكاديميين والعلماء والاساتذة والضباط ورجال القضاء والقانون الاحرار وجميع دعاة الحكم المدني العادل والمنصف بوضع ايديهم بيد المرجع الصرخي فهو جناحهم الاخر الذي لا يستطيعون الطيران والوقوع والوثوب الا به ولا يستطيعون ابدا مجاراة شياطيين وفراعنة الدين المسخ ومقارعتهم الا بالفكر الاسلامي المحمدي الحقيقي الانساني الاصيل الذي يحمل رايته في عصرنا هذا المرجع العراقي العربي الصرخي حينما يقول في بيانه الموسوم (من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني ) .. ما نصه ( 5 – بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان ، 6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات

واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد 7ـ القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، اما اِقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لانه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك ، 8ـ اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد الى شريعة الغابِ الاكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من ادامة الزخم والمثابرة في العمل، فانتم تصنعون التاريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو اصررتم وثبتّم . 9ـ اعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ اليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها ، ونأمل من الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من الشعوب العربية والاعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة . 10ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر ولا ننسى ابدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}}……..