18 ديسمبر، 2024 7:59 م

من الجنوب الى الشمال الأمريكي – ج2

من الجنوب الى الشمال الأمريكي – ج2

الطريق على رقم الطريق السريع 75 , يبدأ من اخر نقطة في الجنوب الامريكي فلوريدا , هذه الولاية التي تنتهي بخليج المكسيك الى نهياته عند أخر نهاية له في مدينة كليفلاند في اوهايو عند بحيرة ايري العظمى, التي تفصل بين امريكا الشمالية وكندا .
أنا بطبعي لا أحب الطيران ولست مغرما به , خاصة بعد احداث سبتمر 11 حطم الفكر الاسلامي الراديكالي العلاقة الطيبة بين الغرب والشرق , فقد وضعت كل الحكومات الغربية , وليس امريكا وحدها شروط صارمة على كلّ عربي او مسلم يدخل الى مطاراتها او بلدانها .. اتذكر في احداث 11 سبمتر وسقوط برجا التجارة العالمي في نيويورك كنت حاجزا اصلا السفر الى ولاية اريزونا للقاء بعض الاصدقاء … منذ ان دخلت المطار في حقيبة صغيرة عرفت ان الامر ليس على ما يرام … اتذكر صديقتي الامريكية من جامعة اوهايو اتصلت بي وسألتني عن الدمار الذي حصل في نيويورك الى واشنطن … قلت لها انا في المطار سأتحدث اليك في وقت أخر !!
في المطار وعند وصولي الى اقرب نقطة للذهاب الى جناح الطائرة التي سأطير فيها الى اريزونا.. تقدم مجموعة من رجال الامن علي , وليس شخص واحد كالعادة … قال لي احدهم سيد تفضل معنا , نرغب في الحديث اليك قبل السفر …
شكلي الاسمر الحنطي الى ملامحي العربية وضعتني في هذا المأزق ؟!من ايّ بلد انت , وكم لك في امريكا , هل انت مواطن امريكي ام انت مهاجر الى امريكا … تفهمت كثيرا وضعهم الى الاجرأت الامنية التي يحققون فيها .. هنالك اكثر من ثلاث الاف مواطن امريكي قد قتل في الهجوم البربري من الاسلاميين على بلدهم … قلت لهم انا عراقي .. مواطن امريكي مثلكم … لم احصل على الجنسية وقتها .. قلت لهم انا مهاجر عربي عراقي مسلم ! نظر الي احدهم سائلا : ما عندك في حقيبتك !؟… اجبت فورا : ليس اكثر من ملابس داخلية الى جواريب … تطلع علي بعينيين يملأها الشك … امر بعضهم ان يجلبوا حقيبتي الصغيرة .. نفضها بقوة على الارض .. وانا اتطلع اليه وهو يتطلع الي بعيون حمراء … الحقيبة ظهرت فيها فرش الى معجون اسنان .. خمسة البسة داخلية .. ومعها ثلاث انواع من لبس النوم … اخذ الضابط المحقق حقيبتي وتطلع في كل ما فيها .. لم اعرف انّ دعاء كميل مازال في هذه الحقيبة, هذا الدعاء قد ارسلته لي اختي من العراق , وكان شكله مثل الطباعة القرأنية … قال لي الان عرفنا من انت ؟!
تلبسني الشك من هؤلاء , حقيقة انا لا اعلم عمّا يتحدث هذا ! وقفت , وقلت له انت تريد ان تلبسني شيأ لا علاقة لي به .. اطلب منك ان تنهي هذه المهزلة , انا مواطن اريد ان اذهب لزيارة اصدقائي , وان كنت تشك فيما اقول اطلب الان محامي , كونك تتجاوز علي بدون اي سبب حقيقي , فقط لكوني عربي ومسلم ؟!
تطلع فيّ وقال : اجلس : سيتم لك هذا … بعد ساعة ونصف تأسف لي معظمهم وطرت على رحلة طيران اخرى , كون رحلتي قد انطلقت اصلا الى اريزونا .
ان تركب طائرة من الشمال الى الجنوب , هو اسهل الى ارخص ثمنا ( سعر بطاقة السفر وصل الى اقل من عشرين دولار في جميع الولايات المتحدة الامريكية ) من ان تقود سيارتك لمسافة تزيد على 1300 ميل ( 2092,147 كيلو متر ) , لكن في وضع انتشار مرض كورونا يخشى معظم الامريكيين السفر عن طريق المطار والطائرة .. هنالك رعب حقيقي عند معظم الامريكيين ان تسافر عن طريق الجو , ولا لوم عليهم , فقد كشف تحقيق لشركة امريكان اون لاين انّ معظم كادرها مصاب بمرض كوفيد 19 .
في الطريق على خط السريع 75 الى الشمال وضعت كاسيت اغنية الريل وحمد لياس خضر , مازلت في جورجيا … وانا استمع للأغنية كانت خلفي شرطة الطريق السريع … وبدأت فتح انوارها السماوية علي ؟!
أوقفت سيارتي على ايمن الطريق السريع … تقدم لي شرطي يلبس قبعة مثل قبعات افلام الكابوي الشهيرة الى ملبس انيق جدا .. طلب مني رخصة السياقة الى التامين علي وعلى السيارة … قدمت له ما عندي بأدب … رجع الى مركبته العسكرية وبعد دقائق تجمعت اكثر مركبات تتبع شرطة الامن على الخط السريع … لايمكن لك ان تتحرك او ان تخرج من سيارتك في هذه الحالة .. وان فعلت سترمى بالرصاص الحي … كنت اتطلع لهم من مرأة سيارتي … لا اعرف حقيقة تجمع هذا العدد الهائل من السيارات البوليسية علي ؟!
فتحت نافذة السيارة الى الاسفل , لا احب التدخين اصلا , لكني أدخن في بعض الاحيان … اشعلت سيكارتي واذا بشخص عظيم من هؤلاء يتقدم الي سائلا : سير يجب ان تخرج خارج مركبتك … نحتاج تفتيش هذه المركبة ؟!

لم يضع احدهم القيود بيدي او التحرش بي او اذلالي .. خرجت من سيارتي .. قال كبيرهم هو اجراء نعمله على من ياتي من الجنوب الى الشمال !هو يقصد الكثير ممن يتجارون بالمخدرات من الجنوب الى الشمال … تفهمت هذا جيدا … هو لم يقل هذا , لكني اعرفه .
كنت اشاهد الطريق السريع 75 ينظر ما عسى يفعله هؤلاء معي … كل دقيقة تعبر هذا الخط جنوبا الى شمالا بالالاف … وانا حقيقة تملكني البرد …الطقس بدا يبرد كثيرا في الجنوب , خاصة في المدن اسفل ولاية فلوريدا شمالا …
تمضي دقائق تكون مفرزات كي 9 تطوق سيارتي … كي 9 تجمع مجموعة من الكلاب المدربة على المخدرات … سألت كبيرهم : هل هنالك شيء خطير لتحظر هذه الكلاب , ردّ علي انتظر ولا تتحدث الان … صمت … اخذت الكلاب تشم ملابسي الى حقائب في سيارتي … رجع علي كبيرهم وقال لي : يقول مسؤول كي 9 الى كلابه ان عندك ما يشبه المخدرات , وعليه سنفتح كل الحقائب التي في سيارتك ؟!
قلت الى كبيرهم دعني اكون قريبا الى سيارتي , كون انا الوحيد الذي يعرف ما فيها … قال لي بغضب تبقى حيث انت ؟!
ليس هنالك في سيارتي غير ملابسي الى كتب قديمة , معظمها هدايا لي من قبل اصدقاء كتاب عراقيين الى عرب الى بعض الامريكيين … تقدم لي كبيرهم : قال لي : انا اعرف العربية … اعرف انت عندك القرأن الكريم في سيارتك …. اجبته بغضب : ما علاقة القران الكريم بالمخدرات الى كلابكم …. ردّ علي : انتم المسلمون تتجارون بكل شيء باسم القرآن والدين الى عقائد الموت التي تعتقدون بها !… ليس هنالك رد غير ان تكون خاضعا الى رأي هؤلاء … نعم نحن المسلمون كنا اقسى على امريكا الى دول اوربا كلها على هذه البلدان العظمية التي خاطرت بنفسها في استقبال ملايين المسلمين في بلدانهم … وما زال خطر هؤلاء يهدد هذه الدول الغربية العظيمة , وليس امريكا الشمالية فقط من هؤلاء .
نهشت الكلاب ما في سيارتي , بحث رجال الامن كل ما املك .. حتى انهم لم يتركوا شيء في البحث , ان كلابهم شمّت الى بحثت في اطارات سيارتي … لم اكن منزعجا ابدا … فقط كنت منزعجا على ان اكون متهم عربي او مسلم من قبلهم .
بعد هذا التفتيش المرير … تقدم عظيمهم من اصحاب قبعات الكابوي الى كبيرهم من شرطة كلابهم 9 كي معتذرا : سير نأسف على هذا البحث , لم نعثر على شيء … مكملا : يبدوا انّ كلابنا تحتاج الى تدريب اكثر !
لم يكن في سيارتي شيء يشبه بعض , السيارة قد انقلب بعضها على بعض , لا اعرف حقيقة اين الحقيبة التي تركت بها تنظيف اسناني الى غير قادر على معرفة اين حقيبة اللباس الداخلي … تركت هذه المفرزة بدون أن اسال احدهم عن حقوقي كمواطن امريكي … يقولون لك … هم يقولون لك قدم شكوى على بعضهم ؟!
امريكا تبقى واحدة من اعظم دول العالم في تحقيق النصاب القانوني الى ما تذهب اليه ….
…………………………………….
اعتذر الى بعض الهفوات التي حصلت في الحلقة الاولى , اهما بعض الاخطاء اللغوية الى النحوية الى تصحيح بعض المصطلحات مثل شركات السفر … نقصد في الجزء شركة الفندقة هي شركة : hotel.com وهي شركة تمنح نجوم غير مؤكدة في ميزان الفندقة الدولية … وهنا يجب التوضيح … تبقى اللغة العربية محل مشكلة لمن يتصدر مواقع الاعلام العراقي … وهنالك مشكلة … اعتذر ان اكون واحد منهم …. فقط احتاج الى المراجعة …. واشكر الجميع.