23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

من الجاهلية إلى الإسلام ثورة الحسين إحياءٌ للدين

من الجاهلية إلى الإسلام ثورة الحسين إحياءٌ للدين

يقتلُ بعضهم البعض، ويباع الضعيف منهم في سوق الرقيق والعبودية، وئد البنات وامتهانٌ للنساء، وانحدار لكل القيم والمثل، بهذا النظام المتسافل وبهذه الأجواء المتفسخة، جاء المنقذ برسالة السماء، ليطهر قلوبهم من أدران الجاهلية والرذائل، إنها الرسالة المحمدية الحقة، بأبعادها الإنسانية السمحاء، لتخرجهم من الظلماتِ إلى النور.
الإسلام الحنيف، لم يجب ما قبله، عند قوم أسلموا ولم يؤمنوا، بل ولا تزال الجاهلية متغرسة في نفوسهم، كونهم لم يغادروا أصنامها بعد، فآذَوا الرسول وتربصوا به الدوائر، حتى قال: عليه وآله أفضل الصلوات، (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)، وحين حضرت وفاته، قالوا إنه ليهجر، وحالوا دونه ودون أن يكتب، فكانت تلك الرزية كل الرزية كما وصفها أحدهم.أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، وعادت الأمة إلى جاهليتها الأولى، وتسلم زمامها ألأراذل من أقوامها، بسم خلافة مزعومة، أقتيد المسلمون على يد من هم أدنى، بغية العودة إلى عهد الأسلاف، في مشروع يسعى لإعلاء هبل ولاتها، لتصحوا بعد ذلك الأمة، وتجدد بيعتها لرجل كانوا قد بايعوه، في غدير خم، حين رفع الرسول يده وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، إلا أن القاسطين والمارقين سلوا سيوف غدرهم، فركبوا جِمالَ الشقاق وحملوا قميص الفتنة، ورفعوا بعد ذلك المصاحف.المكر والغدر والفجور، مكّن الأدعياء من تخضيب لحية علي (عليه السلام)بدماء رأسه، حين أهوى للسجود وهو بين يدي خالقه، لتعود حكومة هند ابنت عتبة وصخرة ابن حرب، فتلاقفها أحفاد الوليد والحكم، تلاقف الكرة، فلا جنة يأملونها ولا نار يخافوها أولائك قوم إستحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر ربهم العظيم.
مثلي لا يبايع مثله، بهذا الموقف وهذه المسؤولية، وبذلك التاريخ الرسالي المشرق، خرج الحسين يحمل رايته، في مشروعه الإصلاحي الشامل، من أجل الإسلام ورسالة السماء وليحيي سنة جده، في صرخته المدوية، والتي هزت عروش الظالمين، {لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أُقر إقرار العبيد}، إنها ثورة الإبا والشموخ والكرامة، فمن أجل استقامة دين جده وبقائه، أومأ للسيوف وقالَ خُذيني، لقد كانت الثورة الحسينية محطةً ومنطلقاً لكل أحرار العالم، في رفض الظلم والذلة وتحقيق العدل والمساواة، لأنها ثورة الحق ضد الباطل، إن الباطل كان زهوقا.