23 نوفمبر، 2024 2:57 ص
Search
Close this search box.

من التغيير الى الكفائي

من التغيير الى الكفائي

أسابيع قبل أجراء موعد الانتخابات العراقية , لنتخاب أعضاء مجلس النواب الجدد , بعد انتهاء الدوره الحالية , وبدء المرشحين والكتل السياسية بالحملة الانتخابية , وفي نفس الوقت كانت فتوى المرجعية العليا بالنجف الاشرف والمتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي السستاني صدى واسع في او ساط الشعب العراقي , على الرغم من محاولات التعتيم الاعلامي على هذه الفتوى , مقارنتاَ بفتوى الجهاد الكفائي في هذه الايام , الفتوى المتعلقة بالانتخابات والتي تدعوا الى التغيير ,

حيث كان ممثل المرجعية العليا الشيخ مهدي الكربلائي , في كل صلاة جمعه تقام في الصحن الحسيني الشريف , يكرر رأي السيد السستاني بخصوص الانتخابات , ويقرأ على مسامع الجالسين امام المنبر والمشاهدين للقنوات الفضائية التي تنقل الصلاة بالصورة المباشره , والتي يدعوا فيها المواطنين للتغيير ,والمقصود بالتغيير هو اختيار يختلف عن السابق , أي تغيير كل النواب والوزراء السابقين الموجودين بالحكومة السابقة , الذين انتخبناهم على اساس طائفي وحزبي , وكانت النتيجة الفشل الواضح وسرقه اموال وثروات البلاد , ومئات من الشهداء يسقطون بنفجارات السيارات المفخخة و المسدسات الكاتمه للصوت , وهنا اردة المرجعية عدم انتخابهم , لأنهم جميعهم فشلوا في تحقيق أبسط حقوق الشعب , النواب والوزراء جميعهم اوصلوا الوطن والمواطن الى هذه الحالة المزرية , من انعدام الامن وقله بالخدمات الاساسية , ولو كان بين النواب والوزراء السابقين نواباَ ناجحين , لكان بيان المرجعية هو اختيار الافضل او الاحسن ,الأن المرجعية لا تبخس حقوق الناس , لهذا كانت الدعوة لتغيير جميع السارقين والمخادعين والقتلة. وبعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية , اتضح ان اغلبية الناس , لم يلتزموا برأي المرجعية ودعوتها للتغيير , وأعادوا انتخاب الوجوه القديمه مره اخرى , الوجوه التي بسببها ازداد التدهور الامني . اما فتوى الجهاد الكفائي التي دعا اليها المرجع السيد علي السستاني المواطنين بالتطوع في صفوف الجيش العراقي , من اجل صد الهجمات الارهابية التكفيرية , وتحرير المحافظات من الجماعات الاجرامية (داعش) , التي عاثت بالأرض فساد , تشاهد الآن مدى تفاعل القنوات والقوى السياسية معها , القوى السياسية والمنابر الاعلامية التي كانت تعتم على بيان المرجعية ودعوتها بالتغيير , هي نفسها الآن تروج للكفائي صباحا ومساءا , لماذا لم يلتزم الموطنين بفتوى المرجعية التغيير ؟ هذا هو السؤال الذي لا اعرف إجابته , لماذا يلجأ الشعب لحل مشاكله بالطرق بالطرق العسكرية ؟ وهو بإمكانه حلها بالطرق السلمية عن طريق صناديق الانتخابات , على الرغم من ان التغيير بالانتخابات هو اكثر اهمية من الجهاد الكفائي , لان الانتخابات يتحدد فيها مصير بلاد , لمدت اربع سنوات قادمة , فأذا شكلت حكومة ناجحة في هذه السنوات الاربعه , تعمل على وضع اساس لدولة قويه بقوانينها وبنيتها التحتية , فبتالي نظمن مستقبل زاهر بالاعمار والأمن والوحدة بين افراد الشعب في السنوات القادمة . فالطرق العسكرية اصبحت لاتجدي نفعاً , وثبت فشلها من زمن سقوط نظام صدام المقبور الى يومنا هذا , مليارات الدنانير تم صرفها على ميزانيات القوى الامنية من الجيش والشرطة , ولا زال القتل والانفجارات مستمراَ في العاصمة الحبيبة بغداد والمحافظات الساخنة الاخرى , لم يتوفر الامن والاستقرار في الجنوب والفرات الاوسط من خلال العمليات العسكرية والسيطرات الامنية , صحيح ان القوات الامنية كانت عامل مساعد لتوفير الامن في هذه المحافظات , لكن طبيعة المجتمع وتماسك أبناؤه بكافة طوائفهم , هو السبب في هذا الاستقرار , بالاظافة الى عدم وجود الحواضن في هذه المحافظات , هذا لايعني ان المحافظات والمناطق الغير مستقره , المواطنين فيها متواطئين مع الجماعات الارهابية , حيث ان المواطنين في تلك المناطق مغلوب على امرهم , هم لأحول لهم ولاقوه امام قوة اجرام الجماعات الارهابية التي توغلت في سفك الدماء , وانتهاك الاعراض وتدمير البنى التحتية للدولة , فالذي يرحب بدخول الدواعش وامن لفه لفهم هم من ازلام النظام البائد , حيث يوفرون لهذه الجماعات السكن والدعم والتدريب , المواطن البسيط في تلك المحافظات , عندما يرى ضعف الحكومة وعدم قدرة القوى الامنية على مسك الارض وضرب الارهاب بيد من حديد , فمن الطبيعي لايستطيع هو مواجهة هذه الجماعات الارهابية , ويرفضها حتى وان كأن بالكلام , من اجل المحافظة على حياته , لأن داعش والقاعدة وبقايا حيوانات النظام المقبور , تقتل أي شخص مهما كان دينه او مذهبه .

الحل الآن هو يجب الاسراع في تشكيل حكومة وطنية , بعيده عن المحاصصه والإقصاء , حكومة تحترم جميع الاراء تجمع كافة الكتل والطوائف , ودعوة كافة المعارضين في الداخل والخارج , الذين يودون الرجوع للوطن والمشاركة في العملية السياسية والبناء , ماعدا الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين الابرياء , فالجماعات الارهابية تستغل الخلافات السياسية , من اجل اثارة النعارات الطائفية والفتن بين ابناء الوطن الواحد , فالمشكلة بالعراق هي صراع سياسي اكثر من ماهو صراع طائفي عقائدي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات