23 ديسمبر، 2024 12:41 م

من البازار السياسيّ

من البازار السياسيّ

-1-
رشحّ أحدهم نفسه ليكون مُمثِّلا للشعب العراقي في مجلس النواب ، وهو لايملك من المقوّمات المطلوبة لممثلي الشعب شيئاً ….

فثقافته العامة ضعيفة ،

وبنيته اللغوية بائسة حيث لا يقوى على تركيب خمس جمل مفيدة متتابعة..!!

كثير الادعاءات … ومنها ادعاؤه الحصول على أعلى الشهادات الأكاديمية..!!

بينما هو لايقدّم شهادته المزعومة ضمن الوثائق الرسمية التي يقدمها الى المفوضية المستقلة العليا للانتخابات .

شديد اللهاث وراء المكاسب والامتيازات المادية ، شديد التقلب في العلاقات والولاءات .

ناكرٌ للجميل من طراز فريد …

معجبٌ بنفسه حدّ الافراط ، دون ان يكون لذلك مبررٌ معقول …

محبّ للبروز والقفز على الاكتاف بشكل جنوني …

لايتورع عن الأكاذيب متى ما أحسّ بالحاجة اليها …

لايملك عقليةً سياسيّة تؤهله للدخول في الحلبات السياسية ….

ويرى نفسه شبيهاً ب(بسمارك)

ولقد حصد الفشل الذريع حينّ رشّح نفسه عبر الدورتيْن الأخيرتيْن للانتخابات ..!!

وكأنَّ التجربة الاولى (انتخابات عام 2010) لم تكن كافية لتنبيهه على ضآله حظوظه بالفوز ..!!

مع انه استخدم من الأساليب في تسويق نفسه مالم يستخدمه غيرُه .

إنّ اصراره على المضي في هذا الطريق ،ما هو الا التشبث المريب الذي لايُحمد عليه بحالٍ من الأحوال ….

-2-

كُلّف مرّةً من قِبل شخصٍ له عليه الأيادي البيضاء التي لاتنكر ، أنْ يقوم بمهمة إحضار مراسلي بعض الفضائيات التي حُددّت له بالاسم، الى حفل معيّن ، فجاء بأعداد كبيرة من مراسلي الصحف، وبعض الاذاعات المحلية التي لم يرغب بحضورها أحد ثم قال :

انهم لن يخرجوا من مكان الاحتفال مالم يُدفعْ لهم مليون دينار عراقي …

ان هذه الطريقة في الابتزاز والتعامل مع من يدين لهم بكثير من العوائد والفوائد – تكشف عن بؤس أخلاقي، وتدنٍ فظيع في الالتزام بالقيم …

والغريب انه ظلّ يواصل البثّ –عبر كل الموجات – على ضرورة إطلاق اليد في الصرف المالي دون حساب ..!!

-3-

وماطل كثيراً في دفع ما استحق عليه من مَبالِغٍ، الى صديق له، كان قد شاركه في بعض الأعمال التجارية ، حتى شاعت القضية في أكثر من قطر وفاحت منها رائحة تزكم الأنوف ..!!

-4-

دعا – الموما إليه – مرّة الى ندوة فكرية – ثقافية ، فَأَحْضَرَ عددّاً كبيراً من مراسلي الفضائيات، وحين قُرئت التقارير التي كتبها المراسلون، لم يكن فيها شيء مهم عن ندوته ..!!

كانت الاسئلة توجّه الى بعض الحاضرين عن موضوعات وقضايا ساخنة لاعلاقة لها بالندوة من قريب أو بعيد ..!!

لقد كان صاحبنا – يعّد – الحضور الكثيف لمراسلي الفضائيات نجاحاً له..!!

فأرسل اليه أحد المفكرين رسالة قال فيها :

أننا لابُدَّ ان نعزيك بدلاً من التهنئة .

لقد تحدّث الاعلاميون كثيراً عن اشياء لاعلاقة لها بالندوة فأنت وندوتك : كبش الفداء ، فالعزاءَ العزاء ..!!

-5-

(مَنْ عَرفَ نَفْسَهُ فقد عرف رَبَّهُ)

انه لم يعرف نفسه حق المعرفة ، بل تخيّل أنّهُ (فلتةُ الزمان) والمؤهلُ للنهوض بكل متطلبات الاستقرار والأمان ..!!

وهذا هو الجذر الحقيقي للمشكلة ..

انّ (الموظف الصحي) مثلا لايقوى على إثراء المؤسسة الإعلامية بما يقفز بها الى مديات متقدمة …، ذلك أنه ليس من أهل الفنّ .

وإنّ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، هو أول شروط النجاح في المهمة .

-6-

اننا ندعو الى ان تشكّل الحكومة العراقية الجديدة، من مهنيين قادرين على الايفاء بمتطلبات مناصبهم ، بدل الاكتفاء بحفنة من سياسي الصدفة ممن لايُحسنون الاّ فن الولاء لِكُتَلِهِم السياسية وحصد المغانم والامتيازات دون وجه مشروع ، ولن تهمهم مصالح البلاد والعباد من قريب أو بعيد …

*[email protected] www.almnbear.com