يبدو ان مايدعون انفسهم قادة العملية السياسية في العراق قد اعماهم الفساد ، او هم متغابون على قول سيدهم الذي علمهم السحر القائد الضرورة . حيث ان السيد العبادي الذي اصم اذاننا بالحديث عن الاصلاح قد حاول الهرب من الشعب الذي طالبه باستحقاق هذا الاصلاح دون جدوى ، فوجد ضالته او اشير له من اسياده الامريكان او غيرهم بان يتجه صوب الفلوجة ليصرف انظار الناس عن الاهداف التي وعدهم بها . فقد حاول البدء بالاصلاح ولكنه عجز عن يتم هذه المهمة اليسيرة ، فهو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وكل خيوط السلطة بيده ، وقد ايده الشعب والمرجعية منذ البداية ، ولكنه اثر عدم اكمال المسير لضعف شخصيته وافتقاره للجراة في اتخاذ القرار . وها هو يسمعنا جعجعة السلاح في الفلوجة ويطلب من المتظاهرين والثائرين السكون لحين تحريرها . فلا هو حقق الاصلاح ، ولا هو حرر الفلوجة الرازحة تحت سطوة ائمة التخلف والجهل ، داعش . فاتجه صوب الموصل ليخدعنا مرة ثالثة في تحرير هذه المدينة الاسيرة الصامدة . كلها انصاف حلول من انصاف رجال .
وعلى ذمة وكالات الانباء ، فقد تكبدنا عدد كبير من الشهداء في معركة الفلوجة غير الناجزة لحد الان . في حين ان خطوات الاصلاح الفعلية كانت قد جنبتنا مثل هذه الحروب التي لاطائل فيها.
ان داعش والميليشيات الضالة المنحرفة الاخرى تنتعش في ظل الضروف الاستثنائية ، وفي ضروف الجوع والقهر وفقدان العدالة الاجتماعية . فلو حققنا الاصلاح الحقيقي فان قوى الظلام سوف تذوي وتضمحل لانها تعتاش على الهواء الفاسد . ولكن فساد السلطة والرغبة بالانتقام وتنفيذ مخططات طامعة هي التي اوصلتنا الى مانحن فيه . فهل كتب على الشعب العراقي ان يعيش مرة اخرى سنوات القهر بعد ان عاش ثمان سنوات في الحرب مع ايران وعشر سنوات من الحصار المؤلم . ثم ياتي الفاسدون ليعيدوا دورة الحرب والانتقام ثانية ، لنفقد شبابا اضافيين يفوق عددهم مافقدناه في حرب السنوات الثمانية وما بعدها .
ان الحكام المتخلفين والفاسدين يدركون هذه الحقيقة ، ولكن اعمتهم الانانية والتسابق على المناصب واموال الكسب غير المشروع والارتباطات المشبوهة فادخلونا في دوامات لانهاية لها . حروب وجوع وشظف العيش . وقد كان املنا في قادة صالحين بعد سنوات القهر والحرمان . ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . . لقد نسوا انفسهم ووضاعتهم واعتقدوا انهم قادة احزاب حقيقيون ، فراحوا يتهمون الشعب الجائع المغلوب على امره بنعوت شتى ، فهذا يدعي بان التضاهرات اساءة للمؤمنين ! .
وذاك يتهمهم بالبعثيين وفدائيي صدام ! . لقد نسوا واقعهم وكيف كانوا ، ومن اوصلهم الى سدة الحكم ، وكيف اصبحوا مؤمنون ودعاة اصلاح مزعوم . . اننا ندفع ضريبة الدم والجوع والحرمان ، ولكننا ادركنا الحقيقة . حقيقة هؤلاء المتمسكين بالسلطة ، تسندهم قوى عظمى وقوى اقليمية متعددة لها مصالح ومطامع بعيدة كل البعد عن طموحاتنا المشروعة في العيش الكريم . . ان هذه الحقيقة التي بانت للشعب ، هي سلاحنا القادم في ثورتنا القادمة . فمن غير الثورة لا اصلاح هناك ولا تحرير .