18 ديسمبر، 2024 3:54 م

من الإرهاب الى فيضانات الأمطار وأخيرا الهزات الأرضية

من الإرهاب الى فيضانات الأمطار وأخيرا الهزات الأرضية

بلد امتحن الله شعبه ووضعه في موقف ابتلاء فأما ان يكون شاكرا وأما ان يكون كفورا والمقياس له الصبر والتحمل على الأذى , وهذا ما اتسم العراقيون به منذ ان فرضت عليه الحرب مع الجارة إيران وزج في حرب الشقيقة الكويت الى  جرائم المقابر الجماعية والقتل والتشريد كل هذه المحن والابتلاء والشعب لا يفعل شيء الا القول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم … سقط النظام المتكبر القاهر لحريات العراقيين وانتهت هذه الحقبة السوداء من التاريخ وكنا فرحين بالغد المشرق ولكن الأعداء والمتربصين بالشر لنا أدخلونا في نفق مظلم من جديد فقد مر علينا عقد من الزمن ونحن يوميا نفقد الأحبة من الأهل والأصدقاء في السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من أناس لا يملكون ذرة دين او شرف او إنسانية كما ان اختبوط الفساد المالي والإداري ونهب ثروات البلاد أصبحت مهنة تجار السياسة فكانت نوع أخر من الإرهاب بل اشد قسوه منه .
ان الشد الطائفي من اهم أسباب الإرهاب والفساد الذي نمى في العراق وقوي عوده من خلال الكتل السياسية والأحزاب التي تسلطت على مقدرات الشعب فأصبحنا مهددين بالحرب الطائفية الأهلية ولولا أرادة الله والخيرين من أبناء العراق وبعض رجال الدين المؤمنين لاحترق الكل دون استثناء لكون بعض هذه الأحزاب مرتبطة بأجندة أجنبية وإقليمية بعضها تكفيرية … اليوم يواجهنا خطر اخر ومن نوع جديد هو فيضانات الأمطار وهذه الكلمة أريد ان أتوقف عندها لأنني متخصص في التربة والمياه ولذا أرى لا يمكن تسويغ فيضانات الأمطار على ما حصل في بغداد , فهل سمعتم في الأرض المعمورة  ان أمطار سقطت لمدة 8 ساعات أغرقت عاصمة ومدن وقرى ؟ لاسيما الأنواء الجوية صرحت ان مناسيب الأمطار 58 ملم … كيف الحال لو تعرضت بغداد الى خطر الفيضان ؟؟؟ او لوكنا نحظى بمناخ ممطر مثل بعض دول العالم طيلة ايام السنة ؟ ماذا كانت ستكون النتيجة ؟؟؟ انها ستكون عطلة طيلة ايام السنة لأن اغلب احياء العاصمة والمحافظات ستغرق وربما سيكون منظرها اشبة بمدينة فنيسيا… الموضوع عندما تتمعنه ترى تفوح منه صراعات سياسيه هدفها النيل من الحكومة  الحالية حتى ولو كانت الناس البسطاء هم الوسيلة والمتضررين ( الضحية ) والا ما يمنع بقاء المياه راكدة في البيوت والشوارع لأيام دون ان تصرف حتى ولو بالسيارات الحوضية  …. الظاهر من واقع الحال وعرض صور الفضائيات للحالة المأسوية التي عاشتها بعض مناطق الرصافة كمدينة الصدر والطالبية والشعب وغيرها  تقول ان مضخات التصريف أوقفت بفعل فاعل ووضعت حجرة وربما أكثر بأوزان ثقيلة في مجرى قناة التصريف … طبعا الاستثمار الانتخابي بدء على قدم وساق والكتل المتصارعة معروفة والضحايا في هذه المناطق معروفين ولمن يصوتون والا لماذا لا تغرق مدينة الاعظمية ومنطقة باب الشيخ ؟ هل الامطار لم تسقط عليها .
ان المشكلة في القائمين على خدمة الناس من اعلى مسؤول الى اقل شخص فيهم يعودون لهذه المناطق المنكوبة مكانيا ودينيا ومذهبيا …لقد عكس لقاء السيد رئيس الوزراء بالمحافظين والأحاديث التي دارت حقيقة الأمر وما جرى في غرق بعض احياء بغداد والعرقلات التي وضعت في عدم اكتمال مشروع الخنساء وعدم تعويض المتضررين في العام الماضي .
ان الشعب العراقي هل يضحك ام يبكي لحاله ؟ وقد كان بالأمس يرى وزراء ومدراء عامين ارتدوا بدلات عمل زرقاء يتبارون عبر الفضائيات بوطنيتهم واخلاصهم في المسؤولية في حين كل الناس تعرف هذا العمل ما هو الا نوع من الدعاية والاستعراض ؟ فاذا كان هؤلاء المسؤولون يريدون ان يأخذون مكان عمال التنظيف فمن يخطط للوزارة والمديرية العامة …لاسيما ان الذين يلبسون البدلات الزرقاء في العراق هم فقط عمال الخدمة في المستشفيات وعمال التنظيف في البلديات وهؤلاء والحمد لله هم من القطاع الخاص …لقد استغرب سكان بغداد تصريحات احد المسؤولين ان الامطار كانت مفيدة  بان غسلت الشوارع كما استهجنت تصريح لمسؤول اخر بانه يرفض محاسبة اي موظف بتهمة التقصير بالواجب .
 ان الغلو الذي نعيشه في أهدار دم العراقيين دون واعظ وسرقة أموالهم العامة بالفساد الإداري المستشري في أجهزة الدولة دون حل في الافق لكون أطراف سياسية ودينية تغذيه واذا أردنا الحل الذي يتفق مع الدين والقانون ان تقوم الامانة العامة لمجلس الوزراء بإحالة المتسببين في طفح مجاري بغداد الى المحاكم بتهمة التقصير والاهمال في الواجب قبل ان يسلط الله علينا وبالا جديدا هي الهزات الأرضية والتي في الايام القادمة ستأخذ حصتها من هلك الحرث والنسل من العراقيين لأننا لا نأمر بمعروف ولا ننهى عن منكر .