يوم الجمعة 19/5/2017، موعد الشعب الايراني مع صناديق الاقتراع، في دورتها الثانية عشرة، لأختيار رئيس جديد لأربعة اعوام قادمة.
من بين “1600” مرشح لأنتخابات رئاسة الجمهورية في ايران، تمت الموافقة والمصادقة بشكل رسمي ونهائي، من قبل مجلس صيانة الدستور، على “6” منهم، وهم كل من:
اولاً: الرئيس الحالي حسن روحاني، المحسوب على تيار الإصلاح، والملقب بالشيخ الدبلوماسي، وكان اهم منجز فعله، الاتفاق النووي، الذي قطع به الجدل والمباحثات العقيمة مع القوى الكبرى، دامت لمدة “12” عاماً.
ثانياً: ابراهيم رئيسي، المحافظ المتشدد، والمقرب من المرشد الأعلى، آية الله السيد علي خامنئي، والمؤيد والمدعوم من قبل الحرس الثوري.
ثالثا: محمد باقر قاليباف، النائب الاول للرئيس روحاني، الذي اختاره المحافظون للترشيح.
رابعاً: اسحاق جهانغيري، من المنتمين للتيار الإصلاحي.
خامساً: مصطفى مير سليم، من المحسوبين على تيار المحافظين، ولكنه يتبنى آراء وسطية.
سادساً: مصطفى هاشمي طبا، من الإصلاحيين أيضاً.
ثلاثة من تيار المحافظين، وثلاثة من تيار الإصلاحيين، وفي عرف انتخابي، ومشهد سياسي تكتيكي، شهده الناخب الايراني في الدورات الإنتخابية، وهو انسحاب بعض المرشحين لصالح البعض الآخر. فقد انسحب كل من:
اسحاق جهانغيري، وهاشمي طبا، لصالح حسن روحاني، وانسحاب محمد باقر قاليباف، لصالح ابراهيم رئيسي.
إذن: لم يبقى سوى ثلاثة مرشحين، لخوض الأنتخابات:( روحاني، ورئيسي، ومصطفى مير)، اثنان من المحافظين، وواحد من الإصلاحيين، وفي الحقيقة هما اثنان، والمنافسة مشتدة بينهما، بين روحاني ورئيسي.
مراكز آراء الإستطلاع متابينة، بعد المناظرات التلفزيونية بين المرشحين، التي جرت فيها تبادل الإتهامات، كالعنصرية، والتردي الإقتصادي، وكثرة البطالة، وصعوبة السيولة المالية، والفساد ..الخ، وقد ركز المرشحين فيها بشكل أساسي على الجانب الإقتصادي، لإستقطاب الناخب الإيراني.
المهم قسم من هذه المراكز، رجح كفة روحاني، وقسم آخر رجح كفة رئيسي.
في ظل هذه الاوضاع الإقليمية والدولية المعقدة، وبعد وصول الجمهوري”ترامب”للرئاسة، يستعد العرب والغرب وإسرائيل، للقضاء على النظام الإيراني إرضاءاً لإسرائيل والسعودية، تحت عناوين وحجج واهية، فهذه تركيا تدعم الإرهابيين والإخوان علناً، ودول المنطقة تتعاطف معها، فالعرب والغرب يكيلون بمكيالين في سياستهم، وإلاّ هل غيرت مرونة روحاني ودبلوماسيته والتقارب الذي أبداه للسعوديين والعرب، شيء من الواقع، فبقت تلك التهديدات، وذلك العداء لإيران على حاله.
بأعتقادي ان في هذه المرحلة الخطيرة، تحتاج ايران الى رئيس قوي صلب، وهذه الصفة موجودة عند المرشح ابراهيم رئيسي، لمواجهة أخطر رجلين في العالم( ترامب وابن سلمان)، يكفي ان محمد بن سلمان، اعلن عن هدفه عندما قال:(سننقل معركتنا الى داخل ايران)، ويقصد بذلك سوريا والعراق واليمن، وأيضاً دعم الأقليات الدينية في ايران، لإحداث الفتن والتوتر في الداخل الإيراني.
اظن ان توقيت زيارة ترامب للسعودية، وانعقاد القمم الأربعة فيها، لم يكن مصادفة، ربما قد يكون مقصوداً، فقد جاء هذا التوقيت متزامناً مع الآنتخابات الايرانية، لعلهم ينتظرون من سيصبح رئيساً لإيران، لوضع خيارات، وإضافة إجراءات أخرى على مشروعهم القادم في المنطقة.
ننتظر الأنتخابات يوم الجمعة المقبل، والمنافسة شديدة بين روحاني ورئيسي، ومن يحصل على( 50% + 1) من أصوات الناخبين سيكون هو الرئيس لإيران، وان كنت اعتقد ان الانتخابات ستذهب لجولة ثانية، لعدم حصول أي من المرشحيين على تلك النسبة بسبب تقارب الحظوظ فيما بينهما. ً