5 نوفمبر، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

من اسقط هيبة الدولة الشعب ام الرئاسات الثلاث…..؟

من اسقط هيبة الدولة الشعب ام الرئاسات الثلاث…..؟

في العراق لا يبدو هناك شيئاً غريباً او مقدساً فهو بلداً يعج بالمتناقضات ويعيش الازمات لابل يفتعلها  ويعتاش  عليها البعض  من ساستها حتى باتت سمة من سمات المشهد العراقي المتعقد والمتشابك داخليا وخارجيا  , تباينت المواقف حول اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء ودخولهم مبنى الشعب العراقي “البرلمان “فبين مؤيداً خجول ورافضاً منتفعاً  وساخطاً وبين متفرجاً يقف فوق التل يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً.
وهذا التباين بين المواقف يعكس طبيعة المجتمع العراقي المتقلب والمنقسم بولاءات حزبية تأصلت منذ 13عام بسبب العملية السياسية التي بنيت على المنافع والمكاسب  لكن ما يثير السؤال ان هذه المواقف  ظهرت بعدما انسحب المتظاهرون من اقتحامهم المنطقة الخضراء سيئة الصيت فارتفع  صوت المنتفعون من المحاصصة وصاروا يتباكون على هيبة الدولة عندما شاهدوا اثاث المبنى قد تبعثر وتهشم زجاج بعض النوافذ  وجلس العمال من المتظاهرين على مقاعد تلك الطبقة السياسية التي  وصلت سدة الحكم  بالصدفة ” وكونهم قد اصيبوا بالصدمة ولم يستوعبوا ذلك الحدث الكبير ﻻنهم كانوا على يقين  ان الشعب غير قادر على ان يصلهم في بروجهم العاجية المحصنة اشد التحصين وعندما وقع الحدث كانت المفاجأة اذا لم يواجه احدهم ابنائهم الثائرون الغاضبون الساخطون لابل ارتكبوا خطيئة لن تغتفر عندما توزعوا على السفارات العربية والامريكية والايرانية  فاحتموا فيها وقبل فترة كانوا يصفون هذه السفارات بالمحتلة ..؟؟
 
 فهم علموا ان الجماهير  لن تقابلهم باﻻحضان او تستقبلهم بالورود مثلاً ,فاستقبلتهم بما يليق بمقامهم  ومكانتهم التي وهبها الشعب لهم .فقد مرغت انوفهم في التراب وسحبت تلك الثقة وفسخ ذلك العقد او الشراكة  التي بموجها جلسوا في هذا المكان الذي لا يستحقونه مطلقا  كونهم باتوا غير مؤتمنين على من وهبهم تلك الثقة العمياء التي اوصلتنا الى الطريق المسدود وطريق اللاعودة.
لقد عجزت المرجعيات الدينية  والعقلانية  من نصحهم ومخاطبتهم  فصار إلزاما ان تعود الكلمة للجماهير التي خولتهم وقالتها  بكل شجاعة هذه المرة “برة برة……في اشارة الى استحالت بناء الثقة من جديد..
يمكن القول ان  بعض وسائل الاعلام اصبحت كالببغاء تردد عند قصد او دون قصد ما يطلقه البعض من الساسة او الاقلام المأجورة  في وصف دخول الشعب الخضراء بانه فقدان لهيبة الدولة ولكن عليهم ان يجيبوا على مجموعة التساؤلات اولا قبل ان يسالوا من فقد هيبة الدولة
 فاين كانت هيبة الدولة عندما لايتم كشف ملفا واحدا من ملفات الفساد الكبيرة على الرغم من وجود عشرات المؤسسات الحكومية التي تشكلت بعنوان القضاء على الفساد والسراق  تنعم  بأموال الشعب وتترك ميزانية البلد خاوية” عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها او تقديم الخدمات الطبية او الاجتماعية  وعندما تكون قادتنا وساستنا ووزرائنا وسفرائنا ممن يحمل جنسية غير عراقية ويتبوا مقعدا يمثل فية الشعب العراقي وهو ليس بعراقي!
أوعندما  فقد العراق العديد من ارضة وعرضة وبات خارج السلطة واين هيبة الدولة عندما يكون القضاء مسيسا لجهة ما تسيره على مزاجها . ولأيتم اعدام الارهابيون القابعون في سجون  5 نجوم  واين هيبة الدولة عندما تدخل سيارات الحقد الارهابي متجاوزة حدود البلد وعندما تدخل تركيا ودول الجوار العراق وبدون تأشيرة  وعندما ينتهك المجال الجوي والبحري والبري من قبل الجميع واين هيبة الدولة عندما لأتوفر الحكومة لـ( 4-5) مليون عائلة تعيش في بيوت الصفيح او العشوائيات  الفاقدة لابسط مقومات الحياة وعندما يكون في البلد( 3) مليون نازح يلتحفون السماء ويفترشون التراب ومن ثم تسرق حتى خيمهم .
 واين هيبة الدولة عندما يكون في المنفى حوالى (4 ) مليون عراقي من الكفاءات تستفيد منهم دول المنفى واين هيبة الدولة عندما يعدم 1700 انسان بوحشية لما يتحدث لنا عنها التاريخ وتسبى النساء وتباع في سوق النخاسة واذا اردت ان نكتب في هذا الموضوع فلأستطيع هذا الورق ان يستوعب كل هذه التساؤلات
فالشعب هو هيبة الدولة وليس لهؤلاء السراق من الرئاسات والمسؤولين ه لانهم راحلون لا محال ويبقى العراق لأهلة فقط.

أحدث المقالات

أحدث المقالات