تتسارع الاحداث في منطقتنا بشكل يكاد يخرج عن التنبؤ وينحصر في ردود فعل وتراجعات وترقب دون قدرة على التخطيط لخطوات لاحقة.فلقد خرجت قطر من اللعبة في دعم الاخوان وسقط الاخوان في مصر وعجز الارهاب عن اسقاط الاسد وعجزت السعودية عن اسقاط النظام العراقي الحالي وفشلت تركيا في ان تلعب دورا حاسما في سوريا رغم ما قدم حزب العمال الكردستاني من تنازل رهيب. واضطرت قيادة كردستان العراق واكراد سوريا واكراد تركيا الى اعلان الحرب على جبهة النصرة والحليف التركي بعد الدمار والارهاب الذي طال اكراد سوريا واكراد تركيا من تنظيم القاعدة وتحولت السعودية من دعم اخوان مصر الى الوقوف مع النظام رغم انها ضغطت مقابل ذلك باتجاه اطلاق سراح حسني مبارك لاجل اسقاط شعبية النظام الحالي واعطاء الاخوان جرعة امل اعلامية لضرب النظام المصري.في المقابل يبدو ان الحمقى من الصقور في واشنطن والرياض لايدركون ان لغة التصعيد باتت فاشلة فهم لا يصدقون بانهم قد انهزموا على ارض الواقع لذا فانهم يسعون الى زيادة الارهاب في العراق ولبنان وتحقيق ما فشلت في تحقيقه في سوريا وانقاذ ماتبقى من انظمة الاخوان في تونس وليبيا وتركيا عن طريق تقديم المزيد من اشكال الدعم ولكن يبدو ان الارهاب في العراق عاجز عن اسقاط النظام وكذلك عاجز عن تجزئة العراق رغم ازدياد وتيرة وحشيته ودمويته كما ان لبنان لن يتعرض الى حرب اهلية لعدم استعداد الشعب والقوى السياسية للتورط فيها وكان رد الفعل الحكومي قمع الارهاب ومطاردته وضرب حليف الارهاب الاستراتيجي في سوريا واسرائيل وهو امر قد يؤدي الى دفع الازمة الى مستو اعلى عن طريق الهروب الى الامام من خلال التصعيد العسكري الاسرائيلي الارعن وهو امر ينفع قوى المقاومة في كسب المزيد من التاييد الشعبي فضلا عن الانتقال الى مستويات صدام مسلح عسكري ليس في صالح اسرائيل ولا في صالح حلفائها من الرجعيين والارهابين في المنطقة والخليج وهو امر تخشاه وتحذر منه الادارة الامريكية التي ترفض التدخل المباشر في سوريا لتكرار سيناريو ليبيا في الملاذ الامن للارهاب والغطاء الجوي والحظر الجوي نظرا للتدخل القوي المعاددي من قبل حلفاء سوريا(روسيا-ايران-المقاومة في العراق ولبنان)ولاجل هذا فان الارهاب في العراق سيزداد عنفا رغم كل محاولات الطائفيين شق وحدة التشيع الداخلية وانشاء الاقاليم الانفصالية والتحالف مع الاكراد وتركيا والخليج في الارهاب.