18 ديسمبر، 2024 10:13 م

من اساليب تفسير القران وفق رؤية الامام الحسن عليه السلام

من اساليب تفسير القران وفق رؤية الامام الحسن عليه السلام

الامام الثاني لمذهب الامامية هو الامام الحسن ابن الامام علي عليهما السلام وفي هذا الشهر الفضيل ذكرى ولادته في نصفه ، هذا الامام المظلوم من قبل بعض شيعته في زمانه وكتبة التاريخ بعد استشهاده وقلة ذكره من بعض محبيه ، الامام الحسن عليه السلام هو مدرسة بكامل فروعها لايختلف عن من سبقه ومن بعده ولان التراث الاسلامي منهوب او محرف لذا شحت الاخبار عن هذا المجتبى المغوار ، وما علينا الا تسليط الضوء على القلة التي نعرفها عن سيرته .

الامام الحسن هو ضمن الثقل الثاني الذي ذكره رسول الله (ص) وانه لا يفارق القران الثقل الاول وعدم مفارقته للقران يعني يعلم خفاياه وتاويله واسراره ، ومن هذا المنطلق نجد ان للمعصوم اسلوب في تفسير القران لدرجة ان البعض يتفاجا بالتفسير ويقول كاني لم اسمع بهذه الاية .

في القران ايات تحكي احداث تاريخية اما قبل رسول الله حدثت وهذا يؤكد اعجاز القران وليس من البشر بدليل ان الرسول يخبرهم عن قصص الانبياء قبله بمئات السنين وحتى الاف السنين ، او انها حدثت في زمانه فنزلت ايات بالمناسبة او عن احداث مستقبلية ، والايات التي تتحدث عن تاريخ مضى ليس فقط فائدتها لمعرفتنا بتلك الاحداث بل ان لها استدلالات مستقبلية وكيفية مطابقة مفرداتها على حدث آني ومنها نستنتج النتائج ، وهنا احب ان استعرض احدى روايات الامام الحسن عليه السلام في هذا المجال وبيان علمية وحجية الثقل الثاني الذي وجب الله علينا التمسك به

نص الرواية كلامه مع حبيب بن مسلمة، قال ابن شهر آشوب:

قال الحسن بن علي (عليهما السلام) لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: أما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: ﴿خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا﴾ التوبة 102 ، ولكنك كما قال: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ المطففين 14…انتهى

الاية الاولى سبب نزولها روي عن ابن عباس أنه قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنفس تخلفوا عن غزوة تبوك فيهم أبو لبابة. وقال ابو جعفر عليه السلام: نزلت في ابي لبابة. ولم يذكر غيره، وكان سبب نزولها فيه ما جرى منه في غزوة بني قريظة.

وما فعله حبيب بن مسلمة بتخلفه عن علي كتخلف ابي لبابة عن رسول الله وحبيب هذا وقف مع معاوية وعندما رفعوا المصاحف وهو معهم وصفهم الامام علي عليه السلام وحبيب معهم بانهم ليسوا اصحاب دين ولا قران وانا اعرف بهم منكم صحبتهم اطفالا ورجالا فكانوا شر اطفال وشر رجال، وجاء ذكر الامام الحسن عليه السلام الاية في هذا المكان ليثبت ان تخلفه عن الامام علي هو تخلفه عن رسول الله (ص) وانه من الاشرار بحكم الاية انتهى

والاية الثانية تفسيرها { كلا بل ران على قلوبهم } معناه ليس الامر على ما قالوه بل غلب على قلوبهم يقال منه: رانت الخمر على عقله ترين ريناً إذا سكر فغلبت على عقله، فالرين غلبة السكر على القلب، وقال الحسن: وقتادة: الرين الذنب على الذنب حتى يموت القلب، وما يكسبون يعني من المعاصي

هذه الاية وما قبلها وما بعدها تعطي وصفا دقيقا لحبيب بن مسلمة ومن على شاكلته مع معاوية { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } * { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } فكان الامام الحسن عليه السلام يقول لحبيب انك من الفجار الذي كذب بايات الله وران على قلبه بالذنوب وستدخل الجحيم ، فالايات الكريمات ليست وصف للفجار في وقت نزولها فقط وتنتهي الفائدة منها اي معرفة معلومة بل من يحذو حذوهم ومن يحكم على الذين مثلهم ؟ انه الثقل الثاني حجة الله على الارض الذي لا يفارق القران واستشهد به في الزمان والمكان المناسبين.