22 نوفمبر، 2024 4:38 م
Search
Close this search box.

من ارشيف الذاكرة ــ 2 ــ القسم الثاني / بداياتي في العمل الصحفي

من ارشيف الذاكرة ــ 2 ــ القسم الثاني / بداياتي في العمل الصحفي

القسم الثاني
عارف علوان ، كان مصمم المجلة ، وهو كاتب روائي كبير ويتمتع بقدر عال من الثقافة والوعي فشدني اليه تواضعه وهدوئه وبساطته ، فتقربت منه ، وقلت له حينذاك بما معناه ، انا احب التصميم ايضا ، لكن اريد ان اتعلم منك المزيد واساعدك كي اخفف من اعبائك ، وفعلا بدأت وبعد ان انهي عملي في الارشيف اجلس بجانب عارف وانا اراقب كيف يتعامل مع الموضوع وكيف يبدأ مرحلة التصميم ، وتطورت العلاقة وتطور فهمه لي فبدأ يعطيني الموضوعات حتى اقرأها واحضر لها الصور وبعض العناوين الفرعية ، وكان سعيدا جدا عندما اجلب له الصور من الارشيف ويجدها مطابقة للموضوع ولسعة خياله الفني ، واقترح على زهير ان اكون في المطبعة اثناء تنفيذ شد الصفحات حيث كانت المجلة تطبع بطريقة اللتربريس في دار الحرية للطباعة التابعة للدولة ، وقمت فعلا بالعمل وخولني عارف بالتصرف بالتصميم اثناء ترتيب الصفحات من حيث زيادة او نقصات المادة لأن العمل آنذاك كان يعتمد على تقديرات المصمم لا كما يجري اليوم ونحن نصمم بالكومبيوتر ونرى كل شيء امامنا .

ونجحت في هذه المهمة وتطورت علاقتي بعارف وبدأ يعطينيي بعض الصفحات لاصممها ومن ثم يجري بعض التعديلات عليها .

تطور اخر جرى على مستوى التحرير ، فقد كلفني زهير الدجيلي رئيس التحرير بأعداد صفحة بعنوان ــ مواهب على الطريق ــ كوني كنت طالب في الجامعة ويمكن لي ان اقدم نماذج من تلك المواهب عبر لقاءات على مستوى صفحة واحدة في المجلة ، ونفذت الطلب واعددت الصفحة التي كانت في بدايتها تخضع الى اعادة صياغة المادة المكتوبة وتنشر لكن بدون اسمي وفيما بعد نشرت بأسمي بعد ان تمكنت من كتابتها بالطريقة المقبولة وهي المرة الاولى التي يظهر اسمي في الصحافة .

ومن ثم كلفني زهير ان نجري ندوة في الجامعة ورشح فاطمة المحسن وهي اخت زهير لتشارك معي في هذه الندوة التي كان هدفها هو البحث في هموم الجامعة والمشاكل التي تواجه الطلبة والمناهج وامور اخرى ، وفعلا اعددت للندوة وشارك فيها مجموعة من الطلاب والطالبات وبعض الاساتذة ونشر الموضوع كمادة رئيسية في المجلة تحت عنوان ( الجامعة تبكي بصمت ) وخصص غلاف العدد للموضوع ذاته .

وخلال هذه الفترة فقد توطدت علاقاتي بكل كادر المجلة ، واصبحت صديقا للجميع لكن خصوصية العلاقة توطدت مع جاسم المطير بشكل اكثر وتعدت حدود المجلة الى نطاق اوسع ، وفي هذا الوقت يكون قد مضى علي عملي في المجلة اكثر من عام ونصف .

التحول الكبير وغير المتوقع والذي غير مجرى او مسار عملي ، هو الانقطاع المفاجيء لعارف علوان عن المجلة ، فبينما كان عارف يصمم العدد وبعد ان انجر بعض صفحاته ، انقطع عن العمل بشكل مفاجيء دون ان يعرف اي من الموجودين سبب هذا الانقطاع بما فيهم رئيس التحرير ، وانتظرنا يوم او يومين دون نتيجة وموعد اصدار العدد بدأ يقترب ، والكل في حيرة وتساؤل وارتباك ، وليس من مقترح يمكن ان يحل هذه ا لمشكلة الا ما نطق به صوت زهير وهو ينظر نحوي قائلا ( ابو الروض انت من سيكمل التصميم ) ولم يعلق على ذلك احد ولم اعلق انا ايضا الا انني قمت من مكاني وذهبت الى غرفة عارف وابتدأت العمل وكان زهير يأتيني بين الحين والاخر مبديا ملاحظاته واحسست ان علامات القلق قد قلت والارتباك قد خف ، كذلك كان معظم المحررين يأتون الى غرفة التصميم بين الحين والاخر للاطلاع على مستوى تصميم موادهم الصحفية مبدين بعض الملاحظات التي يمكن ان تضفي طابعا جماليا اكثر استحسانا عند القاريء .

وصدر العدد في وقته المحدد وكانت فرحة للجميع ، حيث قال زهير ستكون من الان انت مصمم الاذاعة والتلفزيون ، قلت له دعنا ننتظر عارف او لنعرف على الاقل اسباب انقطاعه ، فرد علي : عارف سافر وغادر العراق .

ويليه القسم الثالث

أحدث المقالات