القسم الثالث
واستمريت بالعمل وكنت خلال هذه الفترة اطلع باستمرار على تصاميم معظم المجلات التي ترد للمجلة ، وخلال هذه الفترة شاركت في دورة تدريبية في معهد التدريب الاذاعي حول سايكولوجية الصورة الصحفية لبروفسور الماني لمدة ثلاثة اشهر حصلت على درجة امتياز في الامتحان النهائي للدورة .
ونقطة تحول اخرى كان لها الاثر الكبير في شيوع المجلة وابراز التصميم هي انتقال الطبع الى طريقة الاوفسيت وهي طريقة متطورة تسمح باستخدامات الالوان والصور الملونة ، وجرى طباعتها في مطابع ثنيان في منطقة الباب المعظم بعد ان كانت تطبع لتربريس في دار الحرية التابعة للدولة ، فقد كنت اذهب لمطبعة ثنيان بعد انتهاء عملي في تصميم المجلة وفي وقت متأخر من الليل لمتابعة سير الطبع والتأكد من تطابق الالوان وشفافية الطبع ومن هنا بدأت افهم عالم الطباعة بكل تفاصيله وعلى مر الشهور وادركت ان المصمم الناجح هو الذي يعمل بعقلية فهم العملية الطباعية لان مابين التصميم والطباعة خيط رفيع اذا انقطع تفشل عملية التصميم برمتها .
وبعد مضي اكثرمن سنة على عملي في المجلة ، وتطور العمل الطباعي تقنيا واستقرار ظروف التحرير وتماسك الكادر الصحفي من حيث الكفاءة والممارسة وتنوع اساليب التحرير والقدرات الهائلة للمحررين ، ولثقة زهير الدجيلي بالكادر فقداقترح ان يكون اصدار المجلة اسبوعيا بعد ان كان مرتين بالشهر، وبعد عدة مداولات ونقاشات مع هيئة التحرير جرى الاتفاق على مقترح رئيس التحرير وباشرنا بالعمل على اساس ان يكون الاسبوع القادم هو الاصدار الاول للعدد الاسبوعي ، وبالفعل فقد صدر العدد وهو يحمل ترويسة على غلافه الاول مجلة اسبوعية عامة تصدر عن المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون .
لم يكن آنذاك مجلات اسبوعية في البلد سوى مجلة الف باء واعتقد مجلة وعي العمال ، وكلا المجلتين كانتا توظفان خطابهما الصحفي والاعلامي في حدود مساحة سياسة الدولة ضمن ماكان يسمى بالاعلام المركزي ، في حين اتجهت مجلة الاذاعة والتلفزيون لمخاطبة النخبة المجتمعية بمختلف الاعمار والتخصصات وتنوع الثقافات ، ولم تجعل من نفسها اداة اعلامية تعبوية متحدثة باسم الحزب والدولة ، وهذا التوجه لم يكن بمثابة التحدي او المواجهة مع السلطة الحاكمة آنذاك ، انما اسم المجلة وجهة اصدارها كانا يمنحانها حرية التحرك في محيط الثقافة والمجتمع والفنون وبرامج الاذاعة والتلفزيون وما يدور في كواليس المؤسسة ، هذا مااعتقده وتفسيري الخاص ، لكن اذا كان هناك ثمة توجيه رسمي من جهة حكومية لأن يكون توجه المجلة هكذا فللامانة لم ابلغ به او اطلع عليه رسميا .
وازاء هذا التوجه ، ولكون المجلة قد ضمت خيرة الصحفيين العراقيين والمحترفين والمعروفة اسمائهم على نطاق واسع من القراء ، ولانها تميزت بطرح موضوعات جريئه ومهمة على مختلف الاصعدة الاجتماعية والجامعية والثقافية والفنية فقد حققت مساحة واسعة من الانتشار ووصلت اعداد الطبع الى اكثر من عشرين الف نسخة اسبوعيا بدون مرجوع .
ويليه القسم الرابع