10 أبريل، 2024 7:48 ص
Search
Close this search box.

من اختار الحكيم لقيادة شتات التحالف؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ الساعة التي اختير فيها الحكيم رئيساً للتحالف الوطني، بدأت التساؤلات تثار، عن قدرته على جمع شتات الكتل المنضوية تحت خيمة التحالف، خاصة بعد كم من الأخلافات والتشنجات بين جميع أطرافه، وإن كان الحكيم قائداً ناجحا في تياره، فمن يضمن نجاحه في تحالف، يظم قوى كبيرة متخالفة فيما بينها؟

هذه المهمة تبدأ صعوبتها، من خلاف المالكي والصدر، وقطيعة دامت لسنوات، فكيف يجمع الحكيم بينهم؟ ولو كان ذلك ممكنا؛ لماذا لم يستطع الجعفري فعله، وهو مقرب من الصدر والمالكي؟

المعركة مع “داعش” على وشك نهايتها في العراق، وهذا ما قالته واشنطن: “على التحالف بدء القتال قريبا في الموصل؛ لتحرير المدينة بنهاية العام الحالي” فمرحلة مابعد “داعش” تحتاج لمصالحة وطنية، وجمع الكتل السياسية من جديد، قد يستطع الحكيم دون غيره أن يقوم بهذه المهمة؛ لعلاقاته التي لم تصاحبها لا التهديدات ولا التقاطعات، بل ظل معتدلا بخطاباته.

المهمة صعبة، لكن يبدو أن المواقف الدولية مهدت لاختيار الحكيم، فتغير الموقف الإيراني، ودعمه لهذه الخطوة تمثل انتصاراً للطرف الشيعي، الذي عرف باعتداله وقربه من مرجعية النجف الدينية، إذا نظرنا بنظرة واقعية نجد أن الحكيم، يعد من أقرب زعماء الشيعة السياسيين للمرجعية؛ وبقربه هذا يستطيع التواصل معها، ويمتثل لأوامرها، بالتالي إنهاء مقاطعة المرجعية للتحالف والقوى السياسية.

الحكيم وطوال مسيرته السياسية، ظل محافظا على وسطيته ومقبوليته، فهو لم يعرف عنه التصريحات المتشنجة، ولا المواقف المتشددة، بل ظل على تواصل مع الكرد والسنة وكذلك الشيعة، ويملك تأريخ سياسي لعائلته، يبدأ من قبل الاحتلال البريطاني، وأرث مرجعي فهو حفيد زعيم الطائفة الشيعية السيد محسن الحكيم، وكذلك مرافقته لولده وعمه، حتى خلفهما برئاسة المجلس الأعلى

أغلب مواقف الكتل العراقية كانت مرحبة بالحكيم، منها تصريح أياد علاوي: “اختيار السيد عمار الحكيم زعيماً للتحالف الوطني؛ سيعطي دفعا لتحقيق الرفاهية للشعب” وكذلك رسائل الكتل السنية التي كانت مواقفها ايجابية، والكرد كذلك، فهم على علاقة تاريخية مع المجلس الأعلى.

تبقى الخلافات داخل التحالف، هي الأصعب لكن قد يعمل الحكيم من أجل تقريب وجهات النظر، بين جميع  الأطراف خاصة بين الصدر والمالكي، فهو لم يقطع علاقته بهما، بل حافظ على”شعرة معاوية” مع الطرفين، ما يمكنه من التقريب بينهما، ولا يوجد قيادي آخر يمكن أن يلعب هذا الدور غيره.

كل ماذكر أعلاه هي قدرات للرئيس الجديد  لهذا التحالف، هذه المؤهلات سوف تساعد الحكيم في قيادته، لكن نجاحه يعتمد على مدى تعامل الكتل معه، ومدى تجاوبهم مع طروحاته، وإذا ما صدق المتحالفون بتحالفهم، فهذا سيكون بادرة لوحدة الشيعة؛ ومن ثم الوطن كله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب