لم تكن الكثير من كلاب الجوار تجرأ على النباح ولا (الهوهوه )الخجوله قبل عام 2003،بل كان معظمها يقدم قرابين الولاء و يعلن عهود الوفاء للنظام الحاكم في العراق رغم كل خصوماتهم معه،لكن بعد سقوط النظام تغيّر الخطاب والتعاطي مع العراق بشكل كامل.
و كشف هذا التغيير اسرارا عديده من اهمها ان بعض هذه الكلاب المجاوره للعراق كانت ترتعد خوفا منه و تتحيّن الفرص لالحاق الاذى به ولذا فقد عملت على تقديم التسهيلات اللازمه للولايات المتحده حتى يتم تنفيذ مشروع تحطيم العراق و ليس تحريره كما زعم بوش؟و كانت دول الجوار التي شبهناها بالكلاب المرتعده ترتقب فرصة الانتقام و الفتك حيث تجلّى موقفها الدنيء بممارسة اساليب العبث و التخريب والافساد وكل ما من شأنه الاضرار بالعراق شعبا و اقتصادا و سياسة و ثقافة…الخ.
و اصبح واضحا ان خصومة هؤلاء مع العراق لم تكن مع صدام كما كانوا يوهمون العالم،بل مع موقع العراق التاريخي والثقافي و طمعا بثرواته ورغبة بتحجيم دوره في المنطقة.
و بمثل هذا الظرف كان على العراقيين ان يسرعوا الخطى باتجاه اعادة تشكيل عقليّة سياسية حكيمة جريئة تواجه تحديات هؤلاء الصغار الطامعين،لكنه بدا عصياً مع مشروع الاحتلال الطائفي ان يتمكن العراقيون من مواكبة التغيير المبرمج ببلورة الشخصية السياسية الوطنية الحرّة،من اجل قيادة قادرة على الحفاظ على هيبة العراق ومنع اللصوص و الارهابيين من النيل منه.
و مع تراكمات الضعف و الفساد والتصفيات الحزبية والرجوع الى طريقة تفكير العشيرة و القوميّة وما يرافق كل ذلك من تداعيات الصعود و النزول في عالم السياسة المحاصصية في العراق ،تمادى الجار السيء في الحاق الاذى بجاره المنشغل بتضميد جراحه و ترتيب اوراقه المبعثرة بفعل فوضى انتجها انهزام العقل امام فورة الشعارات العاطفيه و المزايدات الطائفيه…فتعاظم نفوذ الاوباش من جيران السوء في العراق لا لأنهم اكثر قوة ولا اعمق حيلة..و انما لان العراقيين لم يتقدموا خطوة واحده من باب رد الاعتبار و رد الصاع بمثله على الاقل!.
نعم، العراقيون مدعوون اليوم الى عدم تقديم التنازلات بل الى رد الاساءات التي يتعرضون لها دون رادع من اصحاب القرار في العراق!.
اما ان يكون للشعب حكومة قوية الشخصيه تقف بوجه الاتراك وآل سعود وايران والكويت والاردن واما فليعلم الجميع حجم مسؤوليتهم في الانتخابات القادمه و يقرروا الاختيار الانسب او يعزفوا عن انتخابات لا تأتي لنا برجال اشداء،فكل ما لحق بنا من ضرر قادم من جيران الحقد هو جراء سكوت الحكومة و البرلمان وتهاون رجالهما ازاء هذا التطاول من صغار الامة و نكراتها!
نحاربهم بكل وسيلة…بالنفط بالتجارة…بتنشيط اقتصادنا الوطني…باعادة تسلحنا الحقيقي و المتطور..بكل ما استطعنا من قوة،فهؤلاء لا يردعهم حسن النية…و انما التعامل بالمثل….و لتعلم الحكومة العراقية انها من الآن تستطيع ان تخلق مستلزمات ايقافهم عند حدهم ،فقط على الساسة جميعا ان يشعروا بالخجل وان يستشعروا عظم الخطر الذي يحيط بنا من كل صوب،و من اجل عراق قويّ قادر على استعادة موقعه و دوره يجب ان تتم مواجهة هؤلاء بكل الاسلحة المتاحة والا فسوف نقرأ على مستقبلنا السلام.