23 ديسمبر، 2024 3:00 م

من اجل التغيير .. المشاركة في الانتخابات

من اجل التغيير .. المشاركة في الانتخابات

ان العملية الانتخابية في بعدها السياسي تمثل معركة وطنية كبيرة تدور رحاها بين القوى الوطنية والتقدمية المناضلة من اجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والحضاري للعراق وبين القوى الطائفية المتخلفة والارهابية المتحالفة معها والساعية لأحباط العملية الانتخابية واعادة العراق الى القرون الوسطى.ومما يثير الاستياء حقا لجوء بعض القوى الدينية ممن تتستر بعبائة “الدين والمذهب”  الى ممارسة الارهاب الفكري والتخويف الديني واصدار الفتاوى الدينية في محاولة لأيهام الناس وعدم مشاركتهم في الانتخابات ،وان هذا الاسلوب يتناقض تناقضا صارخا مع القواعد الاخلاقية والانسانية والديمقراطية في المنافسة الشريفة.

ان الشعب العراقي بكافة مكوناته السياسية والقومية والدينية تواق لممارسة الديمقراطية واجراء الانتخابات الحرة النزيهة باعتبارها احد استحقاقات المرحلة الجديدة وتاكيد لحقه في انتخاب برلمان وحكومة  قادرة على أطفاء بؤرالارهاب والفساد وتحقيق الامن والاستقرار.ان المشاركة الفاعلة في الانتخابات  البرلمانية القادمة يعني الفعل الجاد والمصوب اتجاه الخلاص والبدء بعمليات التغيير المطلوبة  فاذا كان الشعب العراقي طامح للخلاص من الواقع المظلم الفاسد  فعلية المشاركة  واختيار الافضل لمن يمثله لتحقيق طموحاته التي طالب بها طيلة السنوات الماضية  . لاخيار امامنا سوى صناديق الاقتراع  من اجل طي صفحة البؤس والظلام ومن المؤكد ان العراقيين سيحترمون النتائج التي ستتمخض عن العملية الانتخابية لأن ذلك الطريق المجرب والأضمن في عملية التداول  السلمي والديمقراطي للسلطة السياسية.ومن الطبيعي ان يواجة هذا النهج الحضاري من قبل القوى الهمجية المتطرفة التي تمارس فنون القتل والتخريب وترهيب المواطنين واغتيال المرشحين للقوائم الأنتخابية بهدف منع اجراء الانتخابات وافشالها وابقاء العراق في دوامة العنف واطالة عمر الظلام .

ولهذا تصبح المشاركة في الانتخابات مهمة وطنية لكل عراقي حريص على احلال الامن والاستقرار واستعادة السيادة  الحقيقية والاستقلال لبلاده ويصبح من الواجب الوطني التصويت للقائمة التي تعبر عن مصالح العراق الوطنية وعن حقوق المواطن السياسية والاقتصادية قولا وفعلا وليس تكتيكا,هذا فضلا عن كون الانتخابات ظاهرة حضارية واسلوب متمدن لقيام حكومة ممثلة لارادة العراقيين في القضاء النهائي على زمر الفساد والارهاب التي تجاوزت خطوطها الحمراء بكثير واصبحت قوة اجرامية منفلتة تعرقل المشاريع الوطنية  وتلحق الاضرار الكبيرة بعصب الحياة ,ولهذا كلة تصبح الانتخابات ضرورة موضوعية ومطلبا ملحا يفترض اجرائها في موعدها المقرر دون ابطاء او تاخير.وعلى الناخب العراقي ان لايسمح  لبعض المتنفذين تزييف ارادة الناس وخداعهم وتضليلهم وشراء الذمم والاصوات وركوب حمار الطائفية  ويجعل منها وسيلته لتحقيق الفوز وان خالف الاعراف والقيم كلها.

على الشعب العراقى ان يدرك ان عزوفه عن الانتخابات يعني بقاء الفاسدين والظالمين جاثمين على جسد العراق وثرواته ،وعليه المشاركة النشيطة بالانتخابات وهو  يجد أمامه طريقا سالكا، نحو  الخلاص والتغيير والاصلاح. وهو طريق المشاركة البناءة في الانتخابات، واختيار المرشحين الاكفأ والاصلح من الذين يستحقون ثقته وصوته.