23 ديسمبر، 2024 1:22 م

 من “ابو ردين” الى “اوباما”  ياقلبي لاتحزن

 من “ابو ردين” الى “اوباما”  ياقلبي لاتحزن

لم يعد لاغنية “ابوردين” من وجود ولا السيارة “اللوري” التي ارتبطت بها عند اول ظهورها اواخر سبعينات القرن الماضي من وجود ايضا. اذواق الناس تغيرت على مستوى الاغاني والسيارات. الدولة العراقية في الزمن السابق كانت قد احتكرت صناعة الاغاني وتجارة السيارات. فالمطرب اصبح موظفا يتقاضى راتبا اخر الشهر. وعندما برزت ظاهرة مطربي “تلفزيون الشباب” في تسعينيات القرن الماضي بدا وكأن هناك سياسة جديدة تقوم على نوع من “خصخصة الاغنية”. تجارة السيارات بعكس الاغنية لم تخضع للخصخصة بل بقيت حكرا بيد الجهات العليا حصرا. تمنحها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء . تعز بها من تشاء اذا كانت على مستوى المارسيدس وتذل بها من تشاء اذا كانت مجرد كرونة خضراء اللون من حصة شهيد سعيد لا يتمتع بها الا بعد وفاته بشهور.
 بعد السقوط المدوي عام 2003 تنفس الشارع انواعا مختلفة من السيارات مع عوادمها ومعها الاغاني مع سفاسفها. ومع فتح ابواب الاستيراد على مصاريعه بعد ان تحولنا الى اقتصاد السوق برمشة عين ظهرت موجات من المطربين ممن تحولوا الى الفواكه ليتغزلوا بها بدلا من السيارات بدء من البرتقالة حتى الباذنجان. وبينما كانت قد ظهرت تسميات اخرى للسيارات مثل ليلى علوي ومونيكا لوينسكي فمع الارتفاع الهائل في تجارة السيارات لم يعد ممكنا الاقتصار على المشاهيرمن المطربين او ابطال الفضائح بل ظهرت هذه المرة تسميات رئاسية للسيارات مثل “اوباما” نسبة للرئيس الاميركي. ولو كانت “السايبا” السيارة الاشهر في العراق الان برغم  رخص  سعرها تشبه هيلاري كلنتون او حتى ميتشل زوجة اوباما لاطلق عليها العراقيون هيلاري او ميتشل. وبمناسبة “السايبا” فان امامي احصائية  لجهة اعداد السيارات في العراق بالقياس الى عدد السكان.
والحق اقول انني قبل ان اقرا هذه الاحصائية كنت من الساخطين على كل من ليلى عليوي ومونيكا وابوردين واوباما والسايبا لاعتقادي ان ما كنت اعتبره استيرادا عشوائيا للسيارات امر يحتاج الى اعادة نظر فعلا. وبينما كنت اعتقد ان العراق مصنف في مراتب متقدمة جدا على مستوى الفساد المالي فقط  واذا بتصنيفنا على مستوى السيارات بالقياس الى عدد السكان لايقل ماساوية عن ذلك التصنيف. الاحصائية تقول ان العراق يحتل المرتبة 113 عالميا من حيث معدل عدد السيارات لعدد السكان.
 وطبقا للتصنيف فان عدد السيارات في العراق هي 50 سيارة لكل 1000 مواطن. بينما عدد السيارات في ايران 175 سيارة لكل 1000 مواطن وايران طبقا لذلك مصنفة بالمرتبة 67 عالميا. وفي السعودية فان لكل 1000 مواطن 366 سيارة والتصنيف العالمي هو 48. ولان حديث الاحصائيات طويل ويشمل دولا اخرى فان العلة هي ليست في ابو ردين الذي لانعرف اين “ضرب بيه الدهر” ولا في ليلى علوي او مونيكا التي تستعد لكتابة مذكراتها ولا حتى للرئيس اوباما بل لعدم وجود بنية تحتية لدينا من شوارع وانفاق وجسور ومجسرات لاستيعاب الحاجة المتزايدة للسيارات فضلا عن السيطرات التي تحتاج الى ان نطلق على اول سيارة جديدة نستوردها اسم .. سيطرة ام السونار.
[email protected]