11 أبريل، 2024 7:51 م
Search
Close this search box.

من ابرز فضلاء المرجعية الدينية العليا الملتزمين بنهجها…السيد حبيب الخطيب نموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ظل الهجمة الشرسة والانتقاد اللاذع التي تطال مقام المرجعية الدينية العليا ليس لشخصها بل لبعض وكلاءها ومعتمديها ولخطباءها لمحاولة اسقاطهم بتهم الفساد , وانا لست بصدد اتهام هؤلاء المعنين ولا من المدافعين عنهم , بل انا معني بالدفاع عن السيد السيستاني بشخصه ومن ينهج منهجه لان هذا هو الحق بعينه الذي لا نختلف فيه , وبعد ان كتبنا مقالا عن السيد السيستاني .
فالان جاء دور الحديث عن ابرز فضلاء وكلاء المرجعية الدينية العليا الامناء والمصداق لمنهجها , فان كان هناك من يريد النيل من المرجعية بصميمها فنرد عليه من خلال سيرة احد فضلاءها ((السيد حبيب الخطيب )) هو سليل عائلة دينية توارثت العلم والمقام الديني والمكانة الاجتماعية ابا عن جد حتى انه منح وكالات من كل مراجع الدين الذين تصدوا للتقليد من عهد السيد محسن الحكيم الى عصرنا هذا , والخطيب شخصية اجتماعية معروفة على مستوى العراق , فليس هناك رئيس قبيلة او وجه اجتماعي في البصرة او الموصل او الرمادي او اي محافظة عراقية اخرى , الا ويعرف السيد الخطيب ويتمنى انجاز معروفا له لدالته عليه ومعروفه السابق له , لهذا كان وما زال بوجاهته يحل اي مشكلة مستعصية ويخمد اي نزاع عشائري في اي مكان بالعراق , كالذي حصل بين عشيرتي الدريع والشحمان في التسعينات من القرن المنصرم , بحيث خرج التمرد عن سيطرة الحكومة في حينها رغم قساوتها , ولكن السيد الخطيب استطاع ان يهدا الوضع المتازم ويقارب بين وجهات نظر المتخاصمين نظرا لمكانته الاجتماعية ولنفوذه الديني كوكيل مميز ومتميز للمرجعية الدينيةوكفاءته الشخصية وبذلك استطاع ان يحقن دماء المسلمين الذي هو اهم مطلب ومبغى تحرص عليه المرجعية الدينية العليا سابقا وحاضرا .
في نهاية السبعيتات وبعد اندلاع الحرب العراقية – الايرانية اغلق النظام السابق الدواوين وحلقات الدرس الفقهي التي تقام فيها , ولكن ديوان الخطيب بقي مفتوحا لم يتعرض له احد من السلطة بعد ان اغلق عليهم الباب واقام عليهم الحجة برفع شعار ( لاسياسية في الدين ولا دين في السياسة )
في منتصف التسعينات اراد النظام السابق النيل من مقام ((السيد السيستاني)) بدعوى انه يحمل الجنسية الايرانية , وبدء الضغط على السيد الخطيب من اعلى جهة في السلطة انذاك (مكتب شؤون العشائر)بترك وكالته, لكنه لم يرضخ لضغطهم ولم ترهبه سطوتهم ولم يطمع يمغرياتهم وواجههم بقول شجاع نحن نقلد الاعلم والسيد السيستاني هو الاعلم , فكان موقفا مشهودا في نصرة المرجعية الدينية العليا .
السيد الخطيب يتصالح مع المكلفين على الحقوق الشرعية , ولكن ينصحهم بتوزيعها على الفقراء من قبلهم سواء حصة الامام المعصوم (ع) او حصة السادة , واذا احدهم اراد منه ايصالها الى مكتب المرجعية الدينية , فانه يوصلها كيد امينة مقابل وصل من مكتب المرجعية في النجف الاشرف ولا ياخذ منها حصته التي تبلغ ثلثها , لكون السيد الخطيب من المزارعين الاغنياء المعروفين في منطقته ولديه اراضي شاسعة (ملك صرف) فهو من يعطي مساعدات من ماله الخاص للفقراء وهو من جدد بناء مسجده ورفض ان ياخذ هبات وتبرعات من الاخرين , وهو من يجري عقود الزواج والطلاق في بيته دون اجر تبرعا منه للمؤمنين .
اخيرا نقول كان وما زال السيد حبيب الخطيب بمستوى المسؤولية في الحفاظ على سمعة المرجعية الدينية العليا ، فهو يجسد منهجها ويصون امانتها كحلقة اتصال بينها وبين مقلديها.
*اكاديمي وكاتب عراقي مستقل
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب