20 ديسمبر، 2024 8:54 ص

من أي طينة هذا الرجل؟

من أي طينة هذا الرجل؟

کثيرون هم الذين يطبلون و يزمرون لأفشل رئيس وزراء في تأريخ العراق(ونقصد نوري المالکي على وجه الخصوص)، ومن ضمنهم ذلك الشيوعي السابق و المرتزق المتهافت حاليا على مائدة حزب الدعوة، هذا الرجل الذي لم يحقق او يقدم أي مکسب او منجز للشعب العراقي غير إثارة النعرات الطائفية و إراقة الدماء و زيادة الفقر و المآسي و جعل العراق أصغر ثم أصغر أمام النظام الايراني، لاأدري بأي مأثرة او منقبة له يتفاخرون و يتنافحون!

بالامس، وفي خضم إندلاع أحداث الانبار، والتي منى المالکي العالم بأنه سوف يحسم الامور خلال فترة قياسية، لکن لم يحدث شئ من ذلك وانما ظل عالقا وکأن قدماه قد علقتا في رمال متحرکة و جاءت الانتخابات لتزف لنا نبأ حصوله على 93 مقعدا والتي حولها أکثر من علامة استفهام و تعجب، لکن الذي أثار أسباب السخرية و التهکم أکثر هو ماحدث في نينوى و صلاح الدين و بدلا من أن ينبري کأي قائد شجاع ليعلن فشله و تحمله للمسؤولية، فإنه يتصرف وکأنه ليس معني بالامر، وفي هذا الامر کارثة و مصيبة بعينها.

8 أعوام من الحکم غير الرشيد، 8 سنوات عجاف لم يذق فيها الشعب العراقي طعم السلام و الامن و الاستقرار، 8 أعوام من المصائب و الکوابيس و زيادة الفقر و تدهور الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، 8 أعوام من التبعية المفرطة لأسوأ نظام استبدادي قمعي في العالم کله، 8 أعوام من النفخ في قرب الطائفية النتنة، يضاف إليها خروج 100 ألف کيلومتر مربع و 10 ملايين مواطن عراقي من تحت سيطرته، بعد هذا کله لايزال الرجل جالس على کرسيه ولايزال يصدر أوامره و تعليماته کقائد عام للقوات المسلحة العراقية و يصر على ترشيحه لولاية ثالثة!

نظام بشار الاسد الغارق في مواجهة دموية ضد شعبه، والنظام الايراني الذي هو ذروة الاستبداد و الانظمة القمعية، کانا سباقين لطرح خدماتهما لنصرة المالکي، وفي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن عن عدم وجود نوايا لديها بإرسال قوات برية للعراق، فإن الحرس الثوري الايراني قد وضع نفسه في حالة الطوارئ تحسبا لما يجري في العراق، أما المالکي وبعد کل هذه المصائب و الکوارث و الخراب و الدمار و الدماء، فقد بادر هو و رهط آخر الى تشکيل قوات(طائفية) بحتة لمواجهة الاوضاع في الانبار و نينوى و صلاح الدين، بربکم من أي طينة هذا الرجل و ماهو معدنه؟

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات