19 ديسمبر، 2024 12:01 ص

من أين لك هذا ؟!

من أين لك هذا ؟!

يستغرب الكثير من العراقيين البذخ والعطاء الذي تغدق به قناة الشرقية التلفزيونية على مدار العام ، وفي شهر رمضان خاصة ً .
وأقول ؛ كان المسلمون في أيام الإسلام المجتمعي التكافلي يعتاش فقراؤهم على الزكاة .. يأكلون .. يتزوجون .. يبنون بيوتهم .. يلبسون ملابسهم ، ولا زال المسلمون يقدّمون (لوجه الله) تعالى كسوات العيد والمعونات المالية والعيّنية ، ويؤدون فرائضهم العبادية المتمثلة بأداء كفارات الصيام وكفارات الحج وردّ المظالم وفطرة العيد ، لأن الله تعالى وصّى المسلمين بأنَّ في أموالهم حقٌّ للسائل والمحروم .
نحن لا نستغرب ؛ عندما تبعث  جمهورية إيران الإسلامية بطرود غذائية تسد حاجات ربع سكان غزه المحاصَرة،
ولا نستغرب عندما تبعث الجمهورية التركية بالمساعدات المادية والعسكرية للمعارضة السورية ،
لكننا ؛ نستغرب عندما تبعث قناة فضائية عراقية يديرها رجل نبيل آثر الغربة على العيش تحت ظل دكتاتوريات وطنه الأمّ !
هذا الرجل ( سعد البزاز ) : الشخصية التي كانت مقرّبة من رئيس النظام العراقي السابق ( صدام حسين ) ..
 وهو ابن أخت وزير الإعلام الأسبق  الدكتور ( شاذل طاقه) في تلك الحكومة .. الأكاديمي والشاعر المبدع .
(سعد البزاز) :
 ولد في مدينة الموصل في 18/ نيسان / 1952
ـ رجل أعمال
ـ كاتب عراقي يعيش في لندن
(شغل المناصب الحكومية التالية) :
ـ مدير المركز الثقافي العراقي في لندن
ـ مدير وكالة الأنباء العراقية
ـ مدير الإذاعة والتلفزيون
ـ نائب نقيب الصحفيين العراقيين الأسبق ( عدي صدام حسين )
ـ غادر العراق إلى لندن في تشرين الأول / 1992
ـ أسس جريدة ( الزمان ) المعارضة لنظام الرئيس السابق صدام حسين .
ـ أسس قناة (الشرقية) التلفزيونية الفضائية عام 2004
ـ حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من معهد جامعة الدول العربية للبحوث والدراسات
ـ حصل على شهادة الماجستير في التاريخ الحديث من كلية القانون والسياسة ـ جامعة بغداد
ـ حاضر في جامعات بغداد والأردن والمملكة المتحدة .
وتعتبر قناته قناة الشرقية التلفزيونية الفضائية من أبرز القنوات الفضائية العراقية ، وما يميّزها أكثر ؛ هذا العطاء السخي ، الذي شمل عراقيي الشيعة والسنة والصابئة والمسيحيين  .. عراقيي الشمال والجنوب والشرقية والغربية ، وكأن ( سعد البزاز ) على موعد من السخاء والعطاء المنقطعي النظير !!!
أقول ؛ مهما يكن مصدر تمويل ( سعد البزاز ) ليكنْ ، لأن هذا شأن يعنيه شخصياً .
وليس من حقّي أن أسأل (سعد البزاز) من أين لك هذا ؟!!
لكنْ ؛ من المخجل أن يكون (المواطن) أسخا من (الحكومة) على الشعب العراقي !!؟
فقراء العراق اليوم ؛ يترقبون الفرصة التي تمد فيها (قناة الشرقية) يد العطاء ، أكثر من ترقبهم الفرصة التي تمد فيها (الحكومة العراقية) يد العطاء إليهم !!!
فالعراقيون الذين فرحوا بسلفة المائة راتب ، تمتـّع بها بعض و انحسرت عن البعض الآخر … إلى أجل ٍ غير مسمّى !!؟
وسلفة الـ خمسة مليون .. حالها حالها … !!!
العراقيون .. (عوائل الشهداء) .. ( السجناء والمعتقلون السياسيون)  الذي رأوا في ( الحكومة العراقية ) أمّاً رؤوماً لأوجاعهم ، هاهم يعدّون النجوم في الليل الغائم ولا يصلون إلى موعد منحة قطعة الأرض أو بدلها .
(الموظفون) .. هؤلاء المساكين الذين بلغوا (سن التقاعد) وقد سبقهم مَنْ لم يبلغ ( سن الحلم ) ، لأن ذاك ليس من أطراف العملية السياسية وهذا منها !!!
مواليد 1980 لكنه من مجاهدي الانتفاضة الشعبانية عام 1991!!؟
مواليد 1980 لكنه من المعتقلين السياسيين عام 1980!!؟
مواليد 1980 لكنه من المفصولين السياسيين !!؟
أما مواليد 1950 فلم يكن لا من المتضررين السياسيين ولا من المشاركين في الانتفاضة الشعبانية ولا من الشيوعيين المعذبين ولا من المتهمين بالانتماء لحزب الدعوة ، ولا من المهجّرين ، ولا من المطهّرين عرقيا ً !!؟
أهنئ الأستاذ (سعد البزاز) لأنه أذكى من (الحكومة العراقية) .. لم يرم حجراً في ظلام قط ُّ !
أما آن للسادة المسؤولين أن يتعلموا من ( سعد البزاز ) كيف يكسبون الشعب العراقي ؟!!!
وليس الذنب ذنب الشعب العراقي، بل ؛ الذنب ذنب الحكومات العراقية التي عوّدت الشعب العراقي أن يكون هكذا !!!