23 ديسمبر، 2024 6:33 ص

من أنشأ داعش, بوش الابن أو اوباما ؟

من أنشأ داعش, بوش الابن أو اوباما ؟

سؤال كبير يطرحه الأعلام العالمي, في بحث عن حقيقة هذا الكيان المسخ, في من ساعد على آيجاد داعش, في هذا التوقيت الخطير, بعد تهيئة الأرض عبر ربيع عربي مزعوم.
مجلة نيوزويك في عددها الأخير, أثارت هذا الموضوع, حيث التنافس السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي, على كرسي الرئاسة الأمريكية, فاحدهم يحمل الأخر آيجاد داعش, حسب كلام العلن, باعتباره مسؤولية كبيرة, أن ثبتت لأحدهما فإنها تطيح به في سباق الرئاسة القادم.
الجمهوريون متفقون على رواية بسيطة, تحقق بها مصالحهم الذاتية, بحسب تقرير مجلة نيوزويك, وهي اللقاء اللوم على اوباما في صعود المتطرفين (داعش), لأنه حدث وقع إثناء رئاسة اوباما, لكن اوباما هو من يتحمل تبعات ظهور داعش, وسياساته الخاطئة هي سبب أزمة داعش التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط.
أما الديمقراطيون, فأنهم ينفون ما ينسب لهم, بل يعتبرون الزلات التي قام بها بوش الابن, هي من دفع بداعش للظهور.
المحللون السياسيون ألأمريكان, من المهتمين بشؤون الشرق الأوسط, يرون إن كلاهما بوش واوباما يستحقان اللوم, فان تنظيم داعش لم يكن ليصير قوياً, والمجموعة الإرهابية الأغنى في العالم, والممولة من مصادر متنوعة, مع وجود قادة في العراق وسوريا وتركيا والسعودية وقطر, متعاطفين جدا مع داعش, غضت الطرف عنهم أمريكا, مما جعل التنظيم الإرهابي ينمو ويكبر, فكل الموضوع لما تحقق, لولا الدور الأمريكي الخفي أو الغير مباشر.
ثلاث أسباب أدت إلى ولادة داعش, يمكن المرور بها كي نفهم المسؤولية التقصيرية للرئيسين.
الأول: سماح الأمريكان إن يتحول العراق, إلى قبلة لتجمع الإرهابيين, بعد عام 2003, حيث لم تضع سياسة معينة, تمنع وصول رجال القاعدة للعراق, وهي إجراءات ممكنة جدا, لكن تقاعست أمريكا لتمرير واقع جديد, ولم تمنع السعودية من تصدير رجالها الإرهابيون, نحو الانبار والموصل وتكريت, لتكوين خلايا العصابات التكفيرية, مما آوجد بيئة متهيئة, إلى ظهور كيان مسخ, يفتك بالإنسانية, وهذا الأمر مرتبط بالرئيس بوش الابن, حيث كان متساهلاً بشكل غريب, من بداية تكون خلايا القاعدة في العراق, مع رفض تجفيف روافد الخطيئة, التي تتكون على ارض العراق, واستمر التساهل إلى يوم ظهور الدواعش!
الثاني: ما يسمى بالربيع العربي, المدعوم أمريكيا, خصوصا في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن, وممنوع إن يحصل في مشايخ الخليج, لاعتبارات المصلحة الأمريكية, وهو حصل في فترة اوباما, حيث عمدت أمريكا لتحريك أوراقها في هذه البلدان, مع ضغط إعلامي, بالإضافة لتغير مواقفها باتجاه أعوانها في المنطقة, مبارك وزين العابدين والقذافي وصالح, وقولها أنها إلى جانب الشعوب, فكان الربيع العربي, مرحلة مهمة لصعود التنظيمات الإرهابية, في اغلب بلدان الربيع, مع انفتاح التمويل الخليجي, بالمال والسلاح والتدريب للتكفيرين, كي يحصل ما تخطط له أمريكا, من فوضى بعنوان الإسلام السياسي. 
السبب الثالث محلي, لكن أيضا يرتبط بأمريكا, فمن عام 2003 وأمريكا تدفع ببعض القادة السنة, لاتخاذ مواقف متشنجة من العملية السياسية, كي يبقى العراق غير مستقر سياسيا, فكان نتاج الأزمة السياسية تغلغل القاعدة, في المحافظات ذات الأغلبية السنية, بفعل الخوف والتأييد وعدم الانتماء الحقيقي للوطن, إلى إن حصلت إحداث سامراء, برؤية أمريكية للحدث, وبصنع محلي للحدث, هذا في عهد بوش الابن.
أما في عهد اوباما, فانه عمل على دعم  أخطاء السياسة العراقية, في زمن حكومة المالكي, وخصوصاً وضع الجيش,  تحت قيادات غير مؤهلة, أو فاسدة , أو موالية للقاعدة والبعث, فكانت أحداث حزيران2014 كاشفة لعمل اوباما, بالإضافة إلى محاولة شق الصف الوطني, عبر استقبال وفود قيادات الصخب الطائفي السني, وتشريع قانون أمريكي لتمويل وتسليح السنة حصرا, وطرح فكرة تأسيس مليشيات سنية, بدعم وتمويل وتدريب أمريكي, مما دفعت هذه الأمور لظهور داعش للوجود, فدفعت هذه الأمور, إلى نوع من الانشقاق عن اللحمة الوطنية, بالأدوات المحلية.
النتيجة إن بوش الابن واوباما يتقاسمان المسؤولية, في آيجاد تنظيم داعش, عبر خطوات قاموا بها عن قصد, كانت هي العامل الأكبر لظهور داعش فيما بعد.