الدول العظمى التي تحكم العالم وتسيطر على باقي الدول الصغيره , نجد معظم هذه الدول تتمتع بهيكلية رصينةٍ , تلتزم بسلسة مراجع , تتمثل هذه المراجع برأس هرم الدولة الذي هو الرئيس أو الامير أو الملك أو الشيخ أو القائد , وهذه المسميات إعتادت عليها معظم الدول العربية والاجنبية , فهو يُعد إلتزام بروتوكولي دولي, ثم النزول التدريجي الى رئيس الحكومه ونوابه , والبرلمان وأعضائه , كلا حسب مكانته وعمله, وتكون لغة التحاور فيما بينهم بلغة الخطابات الرسمية المتمثله بالاستاذ والسيد, ولكن اليوم نشهد انموذجاً ونظاماً وأساسات للدولة العراقية هشةٌ, فمنذ احتلال العراق في عام 2003م والى يومنا هذا , يشهد العراق انتكاسة في سياسته الخارجية والداخلية , حيث شهدت الساحة العراقية انعدام الدبلماسية في أغلب مفاصل الدولة , فعلى سبيل المثال تكون واجهة الدولة وزارة الخارجية فهي مِرآة الدولة الحقيقية التي تمثلها هذه الوزارة , فالعراق اليوم يمر بأسوء وزارة خارجية منذ العهد الملكي للعراق والى يومنا هذا , نعم أسوء وزاره لان المثل العسكري الذي يقول ( الوحدة بآمرها ) , لانجد هذا يتماشى مع وزير الخارجية العراقي الحالي , فالخارجية العراقية تمر بانتكاسة لم يشهدها العراق سابقاً , فهذا الوزير بعيدٌ كل البعد عن الخارجية وفنونها, والدبلوماسية وأصولها , فنراه في أغلب المحافل الخارجيه عندما يتكلم يخاطب مسؤوله بعبارات لاتوجد في عُرف الدول التي تحترم نفسها كعبارة ( انا تحدثت مع الاخ العبادي…) هذه العباره قالها لرئيس وزراء بلده ! , كأنه يجلس في مقهى خاص يتكلم , فمتى تُبنى الدبلوماسية في الحوار عند ساسة العراق , والمثال الآخر ايضاً في حكومة مابعد الاحتلال نجد وزير الدفاع يخاطب رئيس البرلمان ويصفه بالسمسار ! ونجد الرد على وزير الدفاع من احد أعضاء البرلمان يصف به وزير الدفاع تحت قبة القانون والبرلمان يصفه ( بالكاذب) !, أين الثقافة السياسيه في هذه
التشكيلة الحكوميه , أين الاتكيك؟! العرف الدولي التي تسيرعليه الحكومات التي تحترم نفسها , إن ظهور مثل هؤلاء المسؤولين اللامسؤولين !! بالنتيجة أوجد حكومةً لايحترمها أحد , ولايُحترم رموزها , ولا توجد هناك سلسلة مراجعات دبلوماسيه , ولا توجد مركزية في كل الوزارات , فعلى سبيل مثال المركزية في الوزارات , نجد ان الوزارة اذا تعرضت احد مؤسساتها او فروعها لحادث ارهابي او تخريبي او حتى العفوي , نجد الوزير يُصرح ونجد المدير العام يُصرح ونجد الموظف البسيط يُصرح, دون ان تتخذ هذه الوزارة مركزاً إعلاماً ينقل أخبارها , ويتحمل مسؤلية التصريح الذي يصدر , فمن خلال هذه الفوضى ضاعت المسؤولية , ومن خلال هذه الفوضى تجرأ الارهاب على ضرب مؤسسات الدولة , ومن خلال هذه الفوضى نجد كل مسؤول يسرق المال العام بحريته دون حساب وعتاب , فالحكمة تقول ( من أمن العقاب أساء الادب ) فكل مسؤول في العراق اليوم للأسف هو بمأمن من العقاب ,إلا الفقير!, واترك لكم ايها القراء الكرام ان تُقدروا حجم الخراب ,وإساءة الادب, وسرقة المال العام , والظلم ,والقتل , بسبب أمن العقاب .