لا مفاجأة على الإطلاق أن يعلن السيد عمار الحكيم ترشحه للانتخابات المقبلة، وأعتقد أن قائمته ستستولي على 30 أو 35 زائد ناقص مقعدا في البرطمان العراقي. وبما إننا في بلد قد استقال من الجغرافية وشعبه كفر بالسياسة، عليه فإن العراق اليوم يحتل المركز الأول في مؤشر البؤس العالمي.
أخشى أن يعتقد البعض أن وجبة الدجاج والرز التي قدمها السيد عمار الحكيم للذين حضروا المؤتمر تدخل ضمن مدافع المعركة الانتخابية؟ بالعكس لأن الحكيم فى خطبته الانتخاببة هذه قبل أيام يكشف عن كل أوراقه وأوراق قادة العملية السياسية بالعراق الأموات قبل الأحياء الذين صدعوا رؤوسنا بالوحدة الوطنية ومحاربة الفساد والسيادة وغيرها، كلاما كبيرا وفاخرا، حيث أثبت السيد الحكيم أنه لا يختلف عن الآخرين ، وما بينهما من اتفاق أكبر بكثير من التناقض، وبالتالي فإن الجميع سقطوا كأوراق الخريف داخل المنطقة الخضراء. لكن من وجهة نظر السيد هذه ليست سوى خزعبلات لا تقدم ولاتأخر مادام كل الطرق تؤدي إلى الجادرية.
بعد كل هذه السنين العجاف التي مرت على العراق والعراقيين بقيادة السادة اصحاب العمائم أو (نواب الخالق) ، ويطرح الحكيم نفسه باعتباره الزعيم المصلح المدافع والمناضل عن حقوق المواطن! حقا إنها فكاهة ومهزلة وضحك على العراقيين.
من الطبيعي، بل من المنطق هنالك مجموعة من الجهلة سيشرحون لنا عن الدور العظيم لتيار الحكمة وعظمة وقوة وتأثير الحكيم على العملية السياسية واستقرار العراق، وقد يوضح اتباعه بعض الحقائق الغائبة عن الشعب، بأن السيد هو مخترع لقاح فايزر أو لقاح موديرنا، أو أن السيد هو من وضع الأسس العلمية لمشروع استكشاف المريخ (مسبار الأمل) وربما عمار الحكيم يعكف الآن على دراسة تقليص ثقب الأوزون!
السؤال للسيد الحكيم: هل نحن بلهاء إلى هذه الدرجة لكي نصدق بمهرجان الكذب الصبياني، هل العراق صغيرة وضئيل كما تراه انت وبقية الساسة؟
الجواب ببساطة شديدة، أن الحكيم وباقي أبطال العملية السياسية يتعاملون مع الشعب، انطلاقا من مبدأ أننا بلهاء، أو باعتبار الشعب العراقي قبيلة من الأسرى والجواري في خدمة اصحاب السيادة.