من المسلمات التي تؤشر علينا كعراقيين ، اننا كثيراً ماننسى المواقف ونعتبرها جزءً من الماضي حتى وإن كانت من الماضي القريب جداً في جميع المجالات والصعد كافة ، وبالمعنى المختصر ، اننا نعاني من فقدان الذاكرة التي دائماً ما تحرمنا الاستفادة من الدروس القاسية المتكررة التي مررنا بها .
من المفارقات العجيبة والغريبة اليوم أننا نحاول ان ندس رؤسنا في الرمال لكي ننسى ماحصل لكرة القدم العراقية من تدهور عجيب وغريب منذ عام 2003 وليومنا من التأسيس لواقع مزري من خلال سياسات خاطئة وقاتلة في بعض الاحيان قاومناها بكل انواع الاسلحة الفكرية والنقدية الا ان ذلك لم يؤخذ بالحسبان ، بل استمرت تلك السياسات الى اعتبارها نهج عمل لايمكن التخلي عنه مما جعلنا نصل الى حالة أستجداء الفوز على فرق ضعيفة وغير محسوبه على خارطة الكرة الاسيوية مثل تايلند وتايوان وفيتنام والايام الحالية تشهد لذلك من خلال معاناة منتخبنا الوطني في مجموعته بالتصفيات المشتركة الخاصة بكاس العالم في روسيا 2018 وكاس اسيا بالامارات عام 2019.
نقولها وبكل صراحة ، أن تشكيلات اتحاد كرة القدم السابقة منذ التغيير ، برئاسة حسين سعيد وناجح حمود وعبد الخالق مسعود ، سعت بالتوالي الى ان تكون الواحدة مكملة للاخر في الاخفاق واختارت طريقاً غير الذي كنا ننشده في التأسيس لكرة قدم عراقية متفوقة وقادرة الى الوصول للعالمية لامتلاك البلد الطاقات البشرية الرياضية القادرة على العمل بأكتفاء ذاتي دون الحاجة الى الخبرات الخارجية ، فاتحاد حسين سعيد رسخ في الاذهان قيادة الكرة العراقية من الخارج بحيث اصبحت كرتنا غريبة على متابعيها ودَعمت بشكل كبير قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا ” ، بقرار الحظر الدولي بحرمان منتخباتنا من اللعب على ارضها ووسط جمهورها ، فيما اسهمت رئاسة ناجح حمود بتعزيز التسلط بالقرار والدكتاتورية وابعاد الكفاءات الكروية عن الساحة الكروية واهانت كرتنا من خلال استسهال الخسارة وعدم الاكتراث بالخروج المتكرر من تصفيات كاس العالم ومن البطولات القارية بالاضافة الى غياب اللجان الفاعلة عن اروقة الاتحاد ، فيما استمرت الرئيس الحالي عبد الخالق مسعود الى يومنا هذا بنفس سياسة سلفيه السابقين ، مضافاً اليها الأيغال بقتل المواهب الكروية من خلال غياب دوري الفئات العمرية لعقد من الزمان ، واللاابالية في ايجاد أستراتيجية واضحة المعالم لبناء وتطوير كرتنا والقادم مازال في الطريق وانا متيقن بانه سيكون ادهى وأمر.
من يريد ان ينسى وتكون ” جبدته ملسه ” ، فهو حر في خياراته ، لكن ان نبقى ننتظر من الذين تسلطوا على مقدرات كرتنا ازمان وحقبات طويلة بان يعيدوا هيبة الكرة العراقية من جديد فان في ذلك ظلم كبير غير مبرر للطاقات الرياضية الواعدة التي
تنتظر فرصتها للعمل في الميدان وتمتلك الكثير لتقدمه ، ومن الضروري ان نذكر بصوت عالي ، أن ” المجرب لايجرب” ، ومن أسس لسياسة الاخفاق سابقاً لن يكون بمقدوره أن يؤسس لسياسة النجاح في القادم.
ولنا عودة ان شاء الله.