إحتدام النقاش والتراشق بالاتهامات وإصدار البيانات بين ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، وبين تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، بخصوص من أعاد القوات الأميركية إلى العراق، ومن ساند العقوبات الأميركية على إيران، يعکس ويجسد مرة أخرى الجهود الحثيثة للنظام الايراني من أجل إخراج القوات الامريکية وتهيأة العراق کقاعدة وساحة خاصة بطهران التي تتوجس ريبة ووجلا من مستقبل بات غامضا بالنسبة إليها.
أکثر أمر يدفع بالمرء للسخرية والاستهزاء من هذا التراشق وتبادل الاتهامات بين فصيلين سياسيين يسعيان بطريقة وأخرى نيل الحظوة عند النظام الايراني وإتقاء شره المستطير بعد أن باتت يد قوة القدس الارهابية في العراق بشکل خاص طويلة جدا وتصفي کل من يقف بوجه النفوذ الايراني حتى ولو کان من غير السياسيين، مع إن هذه الجماعات السياسية التي کانت تعتاش في أزقة طهران وقم وبقية المدن الايرانية على مايقدمه النظام الايراني لهم من عون ومساعدات لقاء خدماتهم غير المشروطة للنظام الايراني، لم تکن تحلم بأن تجد نفسها ذات يوم وهي تتبوء مناصب ومراکز قيادية في بغداد ذاتها!
الخطأ الکبير والفادح الذي أقدم عليه الامريکيون بجعل العراق في عهدة العملاء والفاسدين الذين صار من الواضح إن آخر مايفکرون به هو مصلحة الشعب العراقي حيث قدموا العراق على طبق من ذهب للنظام الايراني المعروف بعدم وفائه وإخلاصه لشعبه فکيف سيکون الامر مع شعوب أخرى وخصوصا الشعب العراقي؟ المثير للسخرية إن قدوم وبقاء القوات الامريکية للعراق والذي کان أساسا بطلب رسمي، صار الان معرض خلاف لأن النظام الايراني يقف اليوم موقفا معاديا من ذلك کون هذه القوات تمثل تهديدا لها وليس للأمن والاستقرار والسيادة الوطنية العراقية کما تدعي الابواق العميلة للنظام الايرانية، خصوصا بعد أن صارت العقوبات الامريکية تترك آثارا قوية جدا على النظام بالشکل الذي يعترف روحاني بذلك بکل صراحة.
خوف ورعب النظام الايراني من أوضاعه الداخلية التي صار لم يعد يتمکن من السيطرة عليها خصوصا بعد إزدياد المواقف الدولية الداعمة لنضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير الحقيقي في إيران، ولعل إعلان شخصيات سياسية کبيرة في الکونغرس الامريکي خلال إجتماع في 16 من الشهر الجاري بدعمها ومساندتها لنضال الشعب الايراني ودعمها لبرنامج زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي للتغيير من خلال النقاط العشرة التي أعلنتها سابقا، يدفع النظام الايراني أکثر فأکثر لممارسة الضغط على عملائه في العراق من أجل إخراج القوات الامريکية رغم إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يٶکدا بأن إسقاط النظام مهمتها وواجبهما الوطني لوحدهما وکل مايطلبانه من العالم هو وقف الدعم المقدم لهذا النظام الذي صار واضحا إنه بٶرة للشر والعدوان ولن ترتاح وتستقر المنطقة والعالم إلا بإسقاطه.