شهوةٌ فائضة من أفواه الفتياتإستردت عيناي نهايات الجسر لكنها لم تأت بالأضوية المعلقة عليه ، في حين لمحت عنوانا للشقة في العمارة التي سوف أسكنها ووجدت أن الساعة لم تتقدم بعض الشيء وكذلك خطواتي ،وكان لدي من الوقت مايسمح أن أتنقل بين جانبي الجسر رغم أن الماء هو نفسه لكن ماشيد على الأرض لم يكن نفسه إذ وأنا أطبب السياج الحديدي الأيمن المزخرف أضيئت أنوار الكارتدائية المطلة على نهر الدانوب وأمتدت أضواءها إلى حديقة مارغريت ،
وحين إنتقالي إلى الجهة اليسرى من الجسر قابلني تمثال بودا ولمحت المناظير العملاقة التي من خلالها يستكشف السواح المدينة وخصوصا محطة القطارات وقد أذنت لنفسي قبل يوم من هذا الموعد أن أرتقي تلك القمة وأن أتفحص من خلال أحد المناظير تلك الجغرافية المنظمة للبيوت ذات الأسطح المثلثة والأبنية والشوارع والمحال وأغنم من لحظتي تلك بأن العالم يمكن أن يكون أفضل بعد أن هبطت لنصف المرتفع ولمست ذقن (بودا) وقد إهتديت إليه بعظام بشت ،
عندما وصلت في سيري النهايات هبطت نفق القطارات
وأستمتعت بالريح التي هبط بي السلم إليها وأستمعت بما تُرسل أفواهُ الفتيات لك من شهوة فائضة وأنت حين تقضي حاجة تريد أخرى وتصور الأشكال الخيالية حقائق كما أتى بها فاوست في مسرحياته ..
أو كنص كتبه إيبوليت بندرمونتي ،
ولاشك أن تلك الفسيفساء المكانية والبشرية تناغم نزعة الإنسان في نيل حريته والتعبير عنها وبشكل وجداني مثير للغاية وقد نقلتني اللحظة للطقوس القديمة للعراة لمناجاة الخلق وهم رغم عوزهم
لاينشدون المأكل والمشرب ينشدون السيطرة على مخاوفهم وطلب الإلفة مع الحيوانات
ولم تكن الحرية آنذاك مفهوما أمميا أو حاجة كيانية عينية واضحة المطلب ، بل هي شعور ما نحو كمالٍ منقوص في البناء البشري ،
وهكذا وأنا في إسترسالاتي الفكرية تلك مر قطار وقطار وقطار
وركب المنتظرون إلى محطات :
بلاها تير
بتهياني تير
أوستريا تير
ومرت كل قطارات المحطات الأخرى بالعناوين المتبقية لها وظللت أنتظر وأنتظر شيئا أريده
مزقت ورقة الحجز التي كنت قد لمحت بها عنوانَ الشقة وعدت أعلى النفق وبالعكس هذه المرة من نهايات الجسر لبداياته ،
وأنا أسال المارة رغم أن الفردوس إكتمل على جانبي الضفتين :
أسال المارة
ما هو الشيء الذي أريده …
[email protected]