23 ديسمبر، 2024 3:51 م

من أدب الدفاع المقدس..(صنيديج)

من أدب الدفاع المقدس..(صنيديج)

أضحكني كثيراً اسم منطقة (صنيديج)، فهو مصغر صندوق، والسفر اليها من اجل استعادة حدث عابر في لحظات حرب، يعتبر شيئا من الخوارق، وخاصة بعد أن تحررت هذه المدينة، واستعادت عافيتها، وتغيرت ملامحها.

هي ذي الكتابة يا صاحبي.. معالم حدث او حكاية او موقف عابر ترسخ في ذهنية الضمير، تحرمك من النوم ليالي، وها أنا أجوب هذه المناطق بحثاً عن كلمة قالها مقاتل من الحشد الشعبي، وهو في احشاء هذا المكان.

اقف على مرتكز الوقت واستحضر الحدث، صرت اسمع قذائف وأزيز رصاص، لابد من خيال استمد منه الحضور، اعرف ان القصة من الواقع وأبناء الحشد الشعبي هنا كانوا ينتشرون لمواجهة داعش، والبطل الذي تبحث عنه لا يختلف عن الآخرين بشيء.

يقول أحد الحراس:ـ أتدري ان هذه الناحية كلها كانت مناطق محرمة، عبارة عن عبوات متناثرة، عبوات في كل مكان منها الفردي ومنها المزدوج..! ارى من الانفع عليك ان ترجع الى كربلاء، ما دامت المعارك قد انتهت، وأصبحت المنطقة آمنة تعيش بسلام. قلت:ـ شيدنا هذا السلام على اكتاف دماء الابطال وعلى دموع الامهات، ويتم الورد والياسمين

:ـ انا سألتقيه وهو يقول كلمته، حكمته ويمضي، كلمة لم تقلها كل جيوش العالم وقادتها، كلمة تمنح التاريخ معنى المقاتل الحقيقي في الحشد الشعبي المقدس، التهب اوار المعركة، وإذا به يمر امامي، وهو يحمل روحه على كفه، اسمعه يحث الروح على المواجهة، سمعته يصيح (يا حسين والله لن اتخلى عنك ابدا يا عراق ..).

قريب انا من شجى هذا اللقاء، احمل دمي ودموعي لاستقبال تلك الكلمة التي هزت وجداني، قلها يا كرار.. عساي احمل تلك الجملة نبراسا في قواميس الرجولة، تقدم… فأمك تجلس الآن بين النسوة مزهوة تفتخر ببطولات ابنها، وتقول: انا نذرته منذ ولادته للحسين (عليه السلام)وللعراق، رأيته يتقدم ليثا لم يوقفه حتى الموت، والله ارعبهم فراحوا يتقهقرون امامه.

فجأة انفجرت عبوة غادرة، وإذا بكرار ينظر الى رجله المقطوعة، يضرب عليها بألم وهو يصيح: (هسه وكتها تعيفيني) تقدمت وانا بذروة غضبي؛ لألبس قدمه، وأتقدم بدلاً عنه.. وإذا بي اكتشف انها لا تصلح إلا له… فبكيت..