غيّبَ الموت أحمد سعيد، عن اثنين وتسعين عاماً، في حزيران الماضي ، عرفه المستمعون آنذاك بخطابه الإعلامي التعبوي الذي كان مواكباً لتلك الحقبة، إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي قرر أن تكون الإذاعة وسيلة مصر الإعلامية للنفاذ إلى المجتمعات العربية وترويج الخطاب القومي الثوري.
تسبب أثير الإذاعة كذلك في الإطاحة به من موقعه النافذ والكبير في الإذاعة المصرية ، لتلتصق باسمه واحدة من أكبر هزائم العرب في القرن العشرين.وأثناء أيام النكسة، وبينما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تكبد العرب على جبهات مصر وسوريا وفلسطين خسائر فادحة وتسيطر على القدس، كان صوت أحمد سعيد ينقل من البيانات العسكرية تأكيدات على انتصارات غير مسبوقة تحرزها الجيوش العربية، غير أن الحقيقة بدأت في الظهور تباعاً وتبين حجم الخسائر الكبرى التي وقعت ، وأعقبها تنحي عبد الناصر ثم عودته للسلطة، وبقي اسم أحمد سعيد مرادفاً لدى البعض بالنكسة.
اعترف بكذب بياناته في السنوات الاخيرة عندما قال «العلاقة بين القوات المسلحة والإذاعة هي علاقة (آمرة) كأننا جند في المعركة، حيث يتم إصدار بيانات تُملى على الإعلامي ويلتزم بإذاعتها، وتنفيذ أي تعليمات قد تكون مخالفة لأي واقع، وإذا لم يتم الالتزام بالتنفيذ فإن العقوبة هي الإعدامّ.
اليوم نشاهد نسخة طبق الاصل من أحمد سعيد يمثلها أحمد ملا طلال الذي بدأ مشواره اعلامياً مغموراً ، بعد ذلك إنتقل من قناة فضائية الى أخرى حتى وصل الى أسوءها بتقدير العراقيين وهي قناة الشرقية ، حيث تغير خطابه في البرنامج الذي يقدمه بشكل واضح من خلال القناة التي تدفعه وتملي عليه توجهات خطابية لا تعمل على استقرار البلد بل تسعى الى تدميره كما هو دأب القناة وتوجهاتها منذ 2003.
مهما كانت الأموال الضخمة والمنافع والامتيازات التي يقال بأنه يحصل عليها فانها لن تخلده ضمن رجالات الصحافة الأنقياء ، بل ستدخله ضمن جوقة أحمد سعيد كمساهم في هزيمة مصر بل والأمة العربية بأكملها ففضحته الصحافة لاحقا ، وأحمد طلال سيكتب عنه مستقبلا بأنه أحد المساهمين الرئيسيين ضمن الاعلام العراقي الذي ساهم بتدمير وانهيار وطن اسمه العراق بقلب الحقائق بحسب الاوامر التي يتلقاها من القناة التي يعمل فيها حاليا.
ان هروب اكبر المساهمين في تدمير العراق لن ينجيه من غضب العراقيين ومهاجمتهم له عبر صفحته على الفيس بوك خير دليل على ذلك بعد ان هاجم قادة العراق السراق والفاسدين عندما رآى انهيارهم اصبح قريبا فكان اول الفئران التي تقفز من على ظهر السفينة قبل غرقها ، ونسي او أراد ايهام الناس بممارساته الإعلامية المشبوهة مع انه اول من روج وطبل لهم وكان يستضيفهم في برنامجه المشكوك بتمويله ودعمه ليحاول تحسين صورتهم المشوهة وخاصة رجالات حزب الدعوة ولكن هيهات ان يخفى ذلك على شعب يَصْبر ثم يغضب فيثور فيعاقب…