منطق الضبابية هو شكل من اشكال الغموض السياسي المتبع من قبل الاحزاب الماسكة بالسلطة ، كما ان ازدواجية السلطة سمة رافقت العملية السياسية منذ تأسيسها بعد الاحتلال ، فهي تتعامل بالصحيح الجزئي والخطأ الجزئي وهي غير واضحة بتعاملها مع التغيرات السياسية ، هذه السياسية الغير واضحة يراد بها الافلات من المحاسبة وعدم تحمل المسؤولية التأريخية والوطنية وحتى القانونية .
بالرغم من جدية البعض بتشكيل حكومة بدون محاصصة الا اننا نعتقد بان المحاصصة وتوزيع المناصب مازالت موجودة وتعمل على قدم وساق وما تأخر تشكيلها الا برهان واضح على ما نقوله . مايهمنا بالحقيقة هو من المسؤول عن هذه الحكومة فهي ليست استحقاق انتخابي ولايوجد من يتبنى تشكيلها صراحة بل هي كرة يتناوب تقاذفها مابين الاصلاح والبناء والمؤسسة الدينية ، كما ان كلا الكتلتين غالبا ما يؤشران ان السيد عادل عبد المهدي هو مرشح المؤسسة الدينية ، المؤسسة الدينيةلم و لن تطرح اسم بذاته ولكنها وضعت مواصفات عامة لشخص رئيس الوزراء لما يتلائم مع المرحلة القادمة والتي سميت مرحلة الاصلاح و البناء ، كما ان السيد عادل عبد المهدي لايخبرنا علانية عن مسؤوليته الكاملة عن حكومته مثله مثل كتلتي الاصلاح والبناء ، الجميع يلمح ولكن بدون مستمسك واضح وكأنهم جميعا يحاولون الهروب من الفشل القادم لاسامح الله .
اننا نطالب كتلتي الاصلاح والبناء تحمل مسؤوليتهما تجاه الحكومة المقبلة ويعلونها صراحة او يعلن السيد عبد المهدي مسؤوليته التأريخية والوطنية والقانونية عن الحكومة الجديدة وكذلك نطالب المؤسسة الدينية بموقفها الصريح والواضح ، ونحن مع العمل على انجاح الحكومة المقبلة طالما هدفها البناء ومقارعة منظومة الفساد .
كما اننا نؤكد الابتعاد عن لعبة ارتفاع وانخفاض سعر برميل النفط وايعازه لفشل الحكومة وندعوا بالنهوض بالواقع الاقتصادي المتدني والتوجه لثروة الشعب الحقيقية وهي فئة الشباب الذي اهملت طيلة الفترة الماضية ، شعوب عديدة لاتملك برميل نفط واحد استطاعت ان تحتل الصدارة بين دول العالم ، الشباب عصب المجتمع واهماله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا سبب حقيقي لعدم نهوض الامة العراقية ، بدورنا نحذر من اصرار البعض على حشره بلعبة السلاح اي انها عملت على زجه بلعبة حرب الطوائف اولا وثانيا حشره تماما بخانة البطالة ، اهماله يهدد السلم المجتمعي ، الشباب لهم مطاليبهم الذي يناضل من اجلها وهي مطاليب مشروعة بحقهم بالعمل والمساهمة الفاعلة ببناء المجتمع ، المظاهرات المطلبية لشباب البصرة وباقي المحافظات خير دليل لنا ، وما الجرائم التي ترتكب من قبل بعض الشباب المنحرف من مخدرات وحالات من الخطف والاغتصاب والسرقة الا مؤشرات خطيرة تتحملها الاحزاب الحاكمة لاهمالها لهذه الشريحة المهمة .
كما اننا شخصنا مبكرا ان المرحلة القادمة تحتاج لتنشيط القطاع الخاص وخلق فرص عمل الذي من خلاله يتم النهوض بالتجارة والصناعة والزراعة والاعتماد عليهم وتشجيع الصناعات المحلية وحمايتها ، ومعالجة البطالة المقنعة التي انهكت الاقتصاد الريعي والوحيد الذي يغذي الجهاز الحكومي المترهل الذي لم يعد يتحمل مزيد من التعيينات مالم تتخذ الاجراءات الكفيلة بخلق مشاريع اقتصادية قابلة للتطبيق ، المشاريع الاقتصادية والصناعية والزراعية لايمكن تحقيقها بدون الطاقة المتمثلة بالكهرباء ولغاية اللحظة لانعرف هل تم التعاقد مع شركة سيمنس او جنرال الكتريك .
من كل ماتقدم نطالب القادة السياسين وحكومة السيد عادل عبد المهدي وكذلك المؤسسة الدينية بالشفافية وتوفير المعلومة الصحيحة والمسؤولة ، تسويف المواقف وتجاهل الوقت لايخدم احد والاهمال يضر بالمجتمع والتجاهل يزيد نقمة المجتمع الغاضب الذي انتظر طيلة خمسة عشر عام بدون طائل .