23 ديسمبر، 2024 11:14 ص

من أجل مواجهة الاختراق الايراني

من أجل مواجهة الاختراق الايراني

تشهد منطقة الشرق الاوسط تطورات دراماتيکية غريبة غير مسبوقة، وعلى الرغم من وجود تنافس إقليمي دولي محموم يتقدم الجميع فيه النظام الايراني، لکن الحضور العربي للأسف لايزال دون المستوى المطلوب ودون الطموح مع الاخذ بنظر الاعتبار أن المستهدف الاکبر من وراء هذه التطورات والمستجدات الاستثنائية هم العرب بالدرجة الاولى، والذي يحز في النفس ويدفع للأسى أن الدول العربية مازالت تتمسك بالاساليب والانماط التقليدية في مواجهة هکذا أوضاع مصيرية من شأنها أن تعيد صياغة خارطة المنطقة من جديد.
النظام الايراني من خلال سياساته المشبوهة، حقق نجاحا في إختراق الصف العربي وإيجاد أکثر من موطئ قدم له في أکثر من بلد عربي، وبعد أن کان الامر مقتصرا على لبنان نجد انه قد توسع اليوم ليشمل العراق وسوريا واليمن کما ويلقي بظلاله السوداء على السعودية والبحرين والکويت والامارات، لکننا نجد أن الدول العربية مازالت تتراوح في نفس مکانها من دون أي تقدم او تطور للأمام، على الرغم من أن الفرصة أکثر من متاحة لکي تأخذ الدول العربية بزمام المبادرة وترد الصاع صاعين للنظام الايراني الذي صار يقحم أنفه في کل شاردة وواردة، واننا نعتقد أن دعم تطلعات وطموحات الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والديمقراطية بمثابة بداية جيدة تؤسس لإنعطافة نوعية في الموقف العربي بما يخدم الامن القومي العربي ويحصن جداره بوجه تدخلات النظام الايراني وعبثه بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة.
هذا الموقف العربي لو تم تفعيله على أرض الواقع فإنه بالاضافة الى فائدته من ناحية الامن والاستقرار في المنطقة وخدمته لمصالح الشعوب، فإنه يعکس أيضا تطورا نوعيا في الموقف العربي من النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية، ومما لاشك فيه أن الاوضاع في المنطقة وإيران تجري بسرعة کبيرة وان مبادرة الدول العربية بإتخاذ هکذا موقف سوف يکون له صداه عن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية مستقبلا بعد سقوط هذا النظام الذي باتت علاماته أکثر من واضحة، ولاسيما بعد تدخلاته الواسعة في سوريا والعراق والتي صارت تثقل کاهله بالاضافة الى ملفه النووي الذي يکاد أن يکون بمثابة سکينة خاصرة للنظام، ومن هنا فإن إغتنام هکذا فرصة تأريخية تخدم الجميع دون إستثناء، ان على الدول العربية أن تدرك أن المقاومة الايرانية قد دأبت دائما على سياسة التقرب والتودد للشعوب والدول العربية وسعيها لتنوير وتوعية هذه الشعوب بخطر التطرف الديني والارهاب الذي يستهدفها الذي مصدره النظام الايراني دون غيره، والاهم من ذلك أن دعم طموحات وتطلعات الشعب الايراني ونضال المقاومة الايرانية انما هو دعم للسلام والاستقرار في المنطقة.