18 ديسمبر، 2024 7:50 م

من أجل تصحيح و تغيير المعادلة القائمة

من أجل تصحيح و تغيير المعادلة القائمة

استراتيجية التوسع و التمدد الايرانية في المنطقة على أساس المبدأ الغوغائي المشبوه المسمى زيفا في إيران ب”تصدير الثورة”، والذي يستمد قوته و إعتباره من المواد(3، 11 و 154) من الدستور الايراني، مهدت الطريق أمام أنظار دول المنطقة و العالم کي تقوم طهران بتأسيس أحزاب و قوى و ميليشيات متطرفة تابعة لها في هذه البلدان و تقوم و بصورة صريحة و بشکل مکشوف بتنفيذ أجندة لطهران، وان هذا الامر هيأ الارضية المناسبة و الخصبة کي يترسخ و يتوسع النفوذ الايراني في المنطقة بصورة غير مسبوقة.

 

إلقاء نظرة متفحصة على المشهد السياسي في المنطقة و التمعن في موازين القوى و المعادلات السياسية و الامنية السائدة فيها، تقود المتتبع للإقرار بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو اللاعب الاکبر و صاحب الدور الاهم في المنطقة، وهذه حقيقة لابد من الاقرار بها، مع ملاحظة إن هذا الدور ماکان لهذا النظام أن يحظى به لولا تدخلاته و دوره المشبوه في المنطقة.

 

العامل الاساسي و الاکثر تأثيرا في الاخلال بموازين القوى في المنطقة و جعله منحازا و بدرجة کبيرة لصالح طهران، هو أن الاخيرة قد وجدت المجال مفتوحا أمامها کي تعبث و تمرح و تتصرف في هذه الدول کما يحلو لها من خلال إستغلال الدين، في حين أن دول المنطقة وعلى الرغم من علمها بالاوضاع في إيران و الموقف الشعبي الرافض للنظام و الدور المتميز للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية فيها، غير انها لم تتحرك بإتجاه دعم و مساندة نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية رغم ان لها کل الحق في ذلك ومن عدة نواح.

 

المقاومة الايرانية التي کان لها الدور الفعال و الاکبر في کشف و فضح مخططات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما إستراتيجية التمدد و التوسع المشبوه له، ظلت دول المنطقة تنأى بنفسها بعيدا عنها ناسية و متجاهلة بأن مثل هذا الموقف لايخدم إلا أهداف و مصالح و غايات طهران المعادية و المتناقضة تماما ليس مع مصالح و أهداف و غايات شعوب و دول المنطقة وانما حتى الشعب الايراني بحد ذاته.

 

المعادلة السياسية القائمة حاليا بين طهران و بلدان المنطقة، هي في صالح طهران 100%، وإن المتضرر الاکبر منها شعوب و دول المنطقة خصوصا وإن الاصوات الدولية بدأت تتصاعد ضد الدور المشبوه لهذا النظام و المطالبة بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب الدولية، و قد آن الاوان و جاء الوقت المناسب جدا من أجل السعي لتصحيح و تعديل ميزان القوى و المعادلات القائمة في المنطقة من خلال دعم المقاومة الايرانية و تإييدها في نضالها المشروع من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير في إيران، وان هذا هو واحد من أهم و أکثر الخيارات قوة و تأثيرا على مسار و سياق الاحداث و التطورات ولاسيما من حيث لجم و تحديد النفوذ الايراني في المنطقة وصولا الى إنهائه.