يبدو أن اصلاح الأوضاع في العراق أمرٌ بعيدُ المنال وغير ممكن نتيجة غياب معارضة حقيقية تأخذ على عاتقها التصدّي بمنتهى الحزم للفشل المستمر المتواصل في جميع المجالات ، ولكون الكتل السياسية المتنافسة فيما بينها لا تريدُ أن تغادر أهدافها وأطماعها المتمثلة بالحصول على منصب هنا ومنصب هناك في السلطة التنفيذية أو أية سلطة أخرى تجني من ورائها المكاسب والمنافع . وبانعدام المعارضة الفعالة يصبح البلدُ مجرّد غنيمة مغرية يسيلُ لها لعاب المتصارعين على تسنم المناصب العليا أو الاستحواذ على بقية المناصب ذات المردود النفعي . وليس من المعقول أن يبقى بلدٌ مثل العراق أسيرَ شهوات ورغبات الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم وأحزابهم ، وليس من المعقول أن هذا البلد الذي أنجب الكثير من العقول المميزة ورفد العالمَ بأسره بالكثير من الأسماء اللامعة يبقى عاجزا عن الخلاص من هذه الدوّامة التي لا تنتهي . وحين يخفق السياسيون في البرلمان عن تشكيل معارضة بمعنى المعارضة ( وليس المشاكسة التحطيمية وخلق الأزمات ) فان الواجب الوطني يتطلبُ تشكيل معارضة شعبية تضمّ في خندقها أبناء البلد من جميع مكوناته العرقية والدينية والمذهبية وفقَ النقاط التالية :
أولا : هدف المعارضة الشعبية التصدي للفشل وللفساد الاداري والمالي ولكل من يسعى لتدمير البلد ( كائنا من يكون ) عبرَ جميع الوسائل المتاحة . على أن يبقى هذا الهدف قائما دون التفكير بالمشاركة في السلطة التنفيذية أو اية سلطة أخرى .
ثانيا : التحرّك على الجماهير بشكل واسع من أجل توعيتهم وتعرية المسؤولين الفاسدين وكشف القوانين الفاسدة والأمور المخفية لعامة الشعب . ومن هنا فان المعارضة الشعبية تستمد قوتها وشرعيتها من جماهير الشعب التي ستكون وسيلتها في جميع مراحل التصدي .
ثالثا : تشكيل هيئة عامة للمعارضة الشعبية من نخب معروفة بإخلاصها للوطن وبنزاهتها وبكفاءتها بعيداً عن المسميات العرقية أو الدينية أو المذهبية أو أية مسميات أخرى غير الولاء للعراق – وللعراق فقط – على أن يكون العمل ضمن الهيئة العامة أو اللجان الفرعية المنبثقة منها عملا طوعيا لا يتقاضى عليه العضو أيّ أجر أو مردود مالي . كما يتم وضع نظام داخلي للمعارضة من قبل أشخاص مختصين بالشؤون القانونية والاجتماعية والسياسية .
رابعا : يكون التصدّي للفشل والفساد تصديا سلميا بعيدا عن استخدام القوة أو اللجوء الى الأعمال الانتقامية التخريبية ، كما يمنع استخدام الكلمات أو العبارات التي تحمل معاني السب والشتم والقذف .
خامسا : يتم انشاء صحيفة الكترونية – كخطوة أولى – يتم عن طريقها التطرق لجميع عمليات الفساد والخراب في البلد وكذلك كشف المتورطين بكل ما يسيء للبلد وفق معلومات دقيقة وأدلة قاطعة ، ولا يجوز التحدث وفق الاتهامات العشوائية والظنون .
سادسا : تكون المظاهرات السلمية احدى الوسائل المتاحة للمعارضة الشعبية للتعبير عن رفضها للفساد وللمفسدين وفي جميع محافظات العراق . وبهذه الخطوة سوف تتوحد جميع الجهود الشعبية تحت راية واحدة وهدف واحد دون تشتيتها عبر مسميات كثيرة .
سابعا : العراق هدف المعارضة الشعبية والتصدي للفشل والفساد غايتها ، ولا يجوز ضمن العمل فيها تمجيد أي رمز من الرموز الأخرى مهما كانت من أجل عدم السماح للتفرقة والتناحر والابتعاد عن الهدف الأساسي المنشود .