17 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

من أجل التغطية على النظام الايراني

من أجل التغطية على النظام الايراني

بعد أحداث البصرة الاخيرة وماتبعتها من أحداث وتطورات لاتزال مستمرة لحد الان، والتي لفتت الانظار مرة أخرى الى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من ناحيتين؛ الاول دور هذا النظام في دفع الاحداث بإتجاه التصعيد ضد حکومة حيدر العبادي، والثاني رفض أهالي البصرة الواضح للدور والنفوذ الايراني السلبي في العراق عموما والبصرة خصوصا، لکن الذي ظهر ويظهر لحد الان، إن هناك دفعا واضحا بإتجاه الإيحاء بأن ماجرى في البصرة أمر لم يکن له من أية علاقة بهذا النظام وإنه برئ منها براءة الذئب من دوم يوسف.
بعد إشتداد حدة إنتفاضة أهالي البصرة وترديد شعارات ضد التدخل الايراني وحرق القنصلية الايرانية، والدور الذي لعبته الميليشيات التابعة لإيران في قمعها بإشراف من ضباط من قوة القدس الارهابية، فقد سعى الاعلام المسير من جانب طهران تارة بأن هناك مندسين(وکان يقصد بهم السنة المتواجدين في البصرة)، وتارة أخرى بأن هناك دور خليجي وسعودي وأمريکي في إثارة الاضطرابات في البصرة، حيث تم إعتقال وإختطاف وإغتيال أهداف کان يتم تحديدها مسبقا، لکن المهم هنا، هو إن الرأي العام العراقي ولاسيما أهالي البصرة لم يقتنعوا بهذه الطروحات ولاسيما وإن الاجهزة الامنية العراقية مخترقة من جانب إيران.
إعلان مديرية شرطة محافظة البصرة، عن ضلوع جماعة تطلق على نفسها “التيار الثالث” في أعمال الحرق والتخريب التي رافقت التظاهرات الأخيرة في المحافظة، مؤكدة أن مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ألقت القبض على رئيس الجماعة وبعض عناصرها. يأتي کمسعى جديد من أجل التأکيد على عدم وجود أية علاقة أو ربط للنظام الايراني وعملائه في العراق بما جرى في البصرة، في وقت إن الکثير من الدلائل الموثقة قد أکدت ذلك، ولکن خروج الامور عن سيطرة طهران دفعتها لکي تقف بکل قوتها بوجهها، وإن هذا الزعم والادعاء الجديد لطرف لم يکن معروفا ولم يکن له ذلك الدور والثقل، إنما هو بمثابة نفخ في قربة مثقوبة.
مايهم النظام الايراني ويعتبر حيويا بالنسبة له والى أبعد حد، هو أن يبقى العراق عموما والبصرة خصوصا خاضعة لنفوذه ولاسيما إذا ماعلمنا بأن البصرة فيها الجانب الاکبر من الاحتياط النفطي في العراق کما إنه يعتبر المنفذ الوحيد المطل على الخليج، وإن للنظام الايراني مآرب ونوايا کثيرة من وراء سيطرته على البصرة ولکن لايوجد شك من إنها جميعها مشبوهة وسلبية، فهذا النظام يريد أن يضمن خضوع العراق التام والبصرة بشکل خاص لنفوذه وأن لايوجد هناك من يقف کحجر عثرة بوجهه خصوصا وإن الوجبة الثانية من العقوبات الامريکية في طريقها للتنفيذ في 4 تشرين الثاني القادم ومايمکن أن يتداعى عنه ولاسيما وإن الشعب الايراني برمته ساخط ومتحامل على النظام وليس مستعد أن يدفع ضريبة أخطائه وحماقاته وحتى إن هناك إحتمال إندلاع إنتفاضة کبرى في إيران بحسب مايصرح به قادة ومسٶولون إيرانيون بأنفسهم والاخطر من ذلك هو إن منظمة مجاهدي خلق هي من ستقود الانتفاضة، ولکن هل سينجح مساعي النظام الايراني في بسط نفوذهم على العراق وجعله مجرد منفذا لهم، هذا ماستجيب عليه الايام القادمة مع الاخذ بنظر الاعتبار إن درجة ومستوى کراهية الشعب العراقي للنظام الايراني ولنفوذه آخذ بالازدياد.

أحدث المقالات