4 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

من أجل إنتخابات تخدم العراق و شعبه

من أجل إنتخابات تخدم العراق و شعبه

مع قرب إجراء الانتخابات العراقية القادمة و المحاولات المکثفة من جانب مختلف القوى السياسية الجارية من أجل کسب دعم و تإييد الشرائح المختلفة للشعب العراقي التي ذاقت الامرين من جراء تردي الاوضاع و سيرها من سئ الى أسوء منذ عام 2003، ولحد يومنا هذا، ولابد من الاشارة الى أن هناك قطاعات واسعة من الشعب و من التيارات و النخب المثقفة لاتعول شيئا على هذه الانتخابات طالما کانت هناك شخصيات و أطراف معروف بماضيها الاسود في مجالي”الفساد”و إرتکاب الانتهاکات و الجرائم بحق الشعب العراقي.
الملاحظة الاهم التي تلفت النظر کثيرا و تدعو للتأمل فيها بدقة، هي وإن کان الفساد شائعا بين معظم الاطراف السياسية العراقية، لکن من الواضح جدا بأن أکثر الشخصيات و الاطراف السياسية الضالعة و المتورطة في الفساد و المستفيدة منه و المصرة على إستمراره، هي تلك التي تتبع بولائها لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولايجب هنا أن ننسى ونتجاهل بشکل خاص”نوري المالکي”، الذي هو أکثر الشخصيات السياسية التابعة لإيران من حيث تورطه في الفساد الى أبعد حد ولاسيما وإن عهده قد شهد فسادا إستثنائيا على مختلف الاصعدة و جعل من العراق مجرد محافظة صغيرة تتبع النظام الايراني ولم يکن هو إلا موظف بدرجة رئيس وزراء العراق لدى هذا النظام الذي کان هو الحاکم الفعلي وقتئذ للعراق.
اليوم وفي خضم الاستعدادات الجارية من أجل الانتخابات المرتقبة في شهر أيار القادم، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد شمر عن ساعديه من أجل أن يعمل مابوسعه لإستحواذ النماذج التابعة له على حصة الاسد فيها و جعل القرار النهائي و الاهم في يدها، وهذه حقيقة مرة صادمة يبدو إن العديد من الاوساط الاقليمية و الدولية تتصرف معها بطريقة النعامة التي تدس رأسها في الرمال کي تتخفى من أعدائها، ذلك إن الانتخابات العراقية في ظل الزيارات المکوکية لسليماني و غيره من رجالات النظام الايراني المستمرة و هي تعمل بکل وضوح من أجل الاعداد لإصطفاف سياسي يخدم مصالح طهران و يجعلها فوق کل إعتبار آخر.
“نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة”، هکذا وصفت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي النفوذ الايراني في العراق في عام 2004، وقطعا فإن وصفها هذا لم يکن طارئا و عابرا و إعتباطيا وانما کان دقيقا و مجسدا للواقع بکل ماللکلمة من معنى، إذ أن هذا النفوذ کما نراه اليوم قد تسلل الى کل رکن و زاوية ولذلك فإنه لامعنى للإنتخابات العراقية في ظل هذا النفوذ المشبوه و الاجدر أن يتم بذل جهد دولي و إقليمي نوعي من أجل إجراء الانتخابات بعيدا ولو بشکل و صورة نسبية عن هذا النفوذ.

أحدث المقالات