19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

من أجل أن يتم تنصيب رئيسي

من أجل أن يتم تنصيب رئيسي

مع إن ترشيح ابراهيم رئيسي لإنتخابات الرئاسة في إيران لوحده بمثابة مخاطرة ومجازفة سياسية غير عادية خصوصا وإن رئيسي المشهور بلقب”قاضي الموت” لدوره الکبير في مجزرة عام 1988، يمتلك إضافة الى ذلك ماض دموي لايمکن أبدا الاستهانة به، لکن ومع ذلك فإن النظام الايراني يحاول جاهدا أن يمهد الطريق من أجل إجلاس رئيسي على مقعد الرئاسة، إذ وبعد حملة الاقصاء والتمهيدات المشبوهة الاخرى التي قام بها مجلس صيانة الدستور، فقد قام النظام بخطوة أخرى على هذا الطريق تتعلق بالعمل من أجل قمع وإخماد الرفض الشعبي المتصاعد ضد الانتخابات عموما وضد ترشيح رئيسي خصوصا.
الدعوات التي وجهتها المقاومة الايرانية الى الشعب الايراني من أجل مقاطعة الانتخابات والنشاطات المکثفة التي قامت وتقوم بها معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران من أجل فضح عملية الانتخابات عموما ومن إنها غير نزيهة وإن رجل مثل رئيسي جدير بالمحاسبة والمحاکمة على الجرائم التي إرتکبها وليس ترشيحه لکي يصبح رئيسا للجمهورية، کل هذا يبدو واضحا بأنه قد بات يٶثر سلبا على مساعي النظام من أجل التمهيد لتنصيب رئيسي ولذلك فإن شروع هذا النظام بحملة إعتقالات طالت عوائل وأنصار مجاهدي خلق والسجناء السياسيين السابقين، يمکن إعتبارها بمثابة خطوة إحترازية من جانب النظام لضمان نجاح الانتخابات أولا ولإخماد النشاطات المضادة لرئيسي.
المشکلة التي لايريد النظام أن يفهمها ويستوعبها هي إن الشعب الذي سأم أساسا من الانتخابات لعدم جدواها ومن إنها لم تغير شيئا في الأوضاع السائدة بل وحتى إنها قد لعبت وتلعب دورا سلبيا في الاتجاه المعاکس، لم يعد يثق ليس بهذه الانتخابات بل وحتى بالنظام الايراني نفسه الذي أوصل الحال بالشعب الايراني الى أسوأ مايکون، وإن رئيسي ليس مجرد خصم عادي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق فقط بل إنه عدو لدود للشعب الايراني بحد ذاته ذلك إنه لم يکن قاضي الموت في مجزرة صيف عام 1988، وإنما کان على الدوام أشبه بالجلاد الذي يصدر أحکام الاعدام والسجن، ولذلك فإن الحقيقة المرة التي لابد على النظام الايراني من تجرعها والقبول بها إن الموقف من إبراهيم رئيسي سواءا من جانب الشعب الايراني أو من جانب المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، إنما هو موقف واحد وينطلق من خلال رٶية ووجهة نظر موحدة.
النظام الايراني ومن أجل تنصيب رئيسي يعمل کل مابوسعه وحتى يمکن أن يقوم بإجراءات إضافية في سبيل ذلك، لظنه بأنه لو نجح في مهمته هذه فإنه من الممکن أن يصبح رئيسي منقذا للنظام، وهذا هو الذي يثير السخرية والتهکم أکثر من أي شئ آخر، ذلك إن أزمة النظام المتجذرة والتي تعصف به عصفا لايمکن لرئيس”فيما لو تم تنصيبه رئيسا” أو غيره أن يتخطاها إطلاقا!