ذاق الشعب العراق الويلات أبان الحكم الصدامي المقبور وكاد لا يجرأ حتى في المنام أن يتخيل إزالة هذا الإخطبوط . ومرت السنين بكل ما تحمل من مآس وهموم لترسو بالأخير على مرفأ الإحتلال الذي أرادت به أميركا أن تغير من طريقة قبضتها للمنطقة بعد إحتراق الورقة الصدامية . واعتقد لم يكن في الحسبان أبدا أن يخطر في ذهن أي من العراقيين أن يكون القادم أتعس وأمرّ لأننا كنا نتصور إن تلك المعاناة وحجمها الكبير قد وقفت عند الجور الصدامي ولم نتوقع أيضا أن وجه صدام الأسود سيكون أبيضا في يوم من الأيام إذا ما قيس بحكومة اليوم التي عجزت عن توفير مفردات الحصة التموينية رغم الميزانية الإنفجارية ! ولو كنت خارج العراق لما صدّقت إطلاقا أن الشعب العراقي لا تصله مفردات الحصة السحرية ! . وإن كان صدام قد أحرق البلاد في غضون مدته حكمه ال35 عام فما بال حكومتنا الحالية التي لو بقيت نفس تلك المدة وها هي تتقدم عليها وخلال تسع سنوات فقط مسجلة الرقم القياسي العالمي بالفساد !
المالكي اليوم يجسد بكل مهنية سياسة صدام الديكتاتورية الإجحافية ولم يتقدم خطوة واحدة نحو الأمام طيلة فترة حكومته التي يريد لها ولاية ثالثة وأكيدا رابعة وخامسة وإلى أن يشاء الله والحال نفس الحال إن لم يكن أسوءا !، فالوضع الحالي يشير إلى تلكؤ وتعقد كل الجوانب والأصعدة وسيبقى المواطن العراقي يأن تحت وطأة الخوف والحرمان والضياع ولربما يفقد في الأيام المقبلة أكثر وأكثر وهذا مرجح جدا أبان سياسة الحكومة التي لا يتوقع منها أدنى بصيص أمل ونخشى أن نفقد الطاس أيضا بل ونخشى حتى إنهيار الحمّام و بعدها نرجع نقول : ( لو باقيه على فتك العام احسن !!! )