23 ديسمبر، 2024 9:30 ص

لعل الزائر..اي زائر حين يحل ضيفاً على صديق او قريب .. أو غريب , أثناء سفر أو ترحال , أن يراعي مجموعة من القيم والاعراف , لابد من حضورها عند اي تصرف يتعلق بالمأكل والمشرب ، وطريقة الجلوس ، ونوع الحديث ، ومستوى الصوت أمام المتحاورين .. وامور اخرى يستحضرها الضيف تقديراً لمضيفه ، والتزاما بآداب الضيافة والزيارة . وهذه الحالة لا تتعلق بالافراد عند زيارة بعضهم بعضا وحسب .. بل يجب ان تذهب الى ابعد من ذلك .. حيث يجب مراعاتها عند القيام بالزيارات الدينية . فالملايين الزائرة الى مدينة كربلاء المقدسة , او النجف الاشرف , او الكاظمية وسامراء المقدستين , انما يحلون ضيوفاً على الائمة الاطهار عليهم السلام ، وعلى اهل تلك المدن الذين قطنوها منذ مئات السنين ، واصبحت لهم مسكناً ومعاشاَ .. وهنا لابد من حضور تلك القيم التي ذكرناها وفي كل لحظة , اثناء اداء مراسم الزيارة .. واول تلك القيم هي المحافظة على النظافة في المكان الذي يأمه الزائر , فليس محبباً ان يرمي الزائر بقايا الطعام , واعقاب السجائر , والعلب الفارغة , وقناني المياه , واية نفايات اخرى في الشوارع او الامكنة العامة سواء بالقرب من الضريح المقدس ..
او بعيداً عنه .. واذا كنا نراعي اصلاً نظافة البيت الذي نحل فيه ضيوفاً , فمن باب اولى ان نحافظ على نظافة المدينة التي توجد فيها المزارات والاضرحة والمقامات والمساجد المقدسة , او اي رمز أخر يحمل طابعاً دينياً .. إكراماً منا لصاحب الرمز وعرفاناً بقدسيته وحرمته .. وكرامة لمقامه .. وهيبة لجلالة قدره ومنزلته . وبذلك نكون ضيوفاً مرحباً بهم مراعيين للأعراف والتقاليد , ملتزمين بوصايا الدين (النظافة من الايمان) ونسهم بشكل مباشر بنظافة المدينة التي نحل ضيوفاً عليها . ان الزيارات الكبيرة والمناسبات الدينية , تخلف مئات الاطنان من القمامة في المدن الدينية , وتستهلك جهود آلآف العاملين في القطاع البلدي , اضافة الى صرف مليارات الدنانير من المخصصات المالية المعدة لاغراض اخرى . ان فرق التنظيف التي تعمل ليل نهار والآليات المسخرة لهذا الغرض , تتمكن من اعمالها بشكل افضل حين يتعاون الزائرون معها كل من موقعه عندما يرمون , الفضلات في الاماكن المخصصة لها , وعدم تركها في محلها او رميها بشكل عشوائي , بحيث يعرض منظر المدينة وشوارعها الى الاذى من خلال مشهد بصري غير محبب , يطلع عليه ضيوف العراق القادمين من ثلاثين بلداً او اكثر حسب مؤشرات وزارة السياحة في هذه المناسبات. ان آداب الزيارة هي جزء من الزيارة .. ولا تكتمل الزيارة إلا بها .. وإلا ما معنى ان نرتل نصوصاً نؤكد فيها ولاءنا للمقصود ومقامه عند الله عز وجل , ثم ننسى قدسيته حين لا نراعي حرمة مدينته والمحيط القريب من ضريحه بأن نهمل النظافة ولا نحافظ عليها انها قضية بحاجة الى مراجعة,