23 ديسمبر، 2024 6:41 م

منْ إفرازاتِ 4 9 ..!

منْ إفرازاتِ 4 9 ..!

لابدَّ منَ الإشارةِ ” اولاً ” الى حتمية حدوث المداخلات بين اهداف الإحتلال المرسومة مسبقا او ” المُبيّته ” واهدافٍ اخرياتٍ تبرز بعد الإنتهاء من العمليات العسكرية للإحتلال من جهة , وبين ما يفرزه ذلك في ميادينٍ شتى .    في ايِّ تأمّلٍ عميقٍ او غيره في احداث السنين التي اعقبت التاسع من نيسان عام 2003 تكادُ الأفكار تغدو جاهزة وتسبب ما تسبب من آلامٍ واحزان .. من المفارقات المضحكة – المبكية أنَّ باتَ على الدولة أنْ تستنجد بالدولة الغازية .! , وفي حالات ما , نرى أنّ الأمريكان اكثر حرصاً على اوضاع البلد من الحكومات التي جلبوها معهم ونصّبوها لتتحكم بالبلاد والعباد .!ومهما تباينت النظرة من إمرءٍ الى آخرٍ حول افرازات الإحتلال واولوياتها ” والتي هي قائمة الى الآن وستبقى الى اجلٍ غير منظورٍ في المدى المنظور , إنما نرى أنّ اخطر هذه الإفرازات هو التمزّقات والرضوض التي حدثت في النسيج الإجتماعي , وربما كان ينبغي لها ان تحدث جرّاء مَنْ جلبوا معهم الطائفية وغذّوها و موّلوها بالوقود وصرفوا عليها من المال العام او من ” بيت المال .! ” , وبذلك فقدنا وحدة الصف الوطني وصار الحديث عن التقسيم والأسوار والجدران هو تاج الوطنية المرصّع .   الحديث عن افرازات التاسع من نيسان , حديثٌ ذو شجون وتداخلت فيه التشابكات والمتاهات الفكرية والعُقد وفقدان البصيرة ” من دون صفة التعميم ” , على الرغم من أنّ المسألةَ انصعُ بياضاً من اللون الأبيض .!”واحدةٌ من إفرازات الإحتلال الأمريكي  الملفتة للنظر , أنّ العديدَ من احزاب السلطة التي جيءَ بها الى السلطة ! والتي تحكم سيطرتها وهيمنتها على قيادات الجيش واجهزة الأمن والمخابرات التي هي منتمية اصلاً لها , فأنها لمْ تكتفِ بذلك ! , فلديها قواتها وبأسلحتها المنوّعة الأصناف والصنوف < لماذا ذلك .!؟ > ..   عنوانُ المقالِ هذا سبقتهُ < منْ > , وذلك يعني ” بالطبع ” بعضها الذي اختيرَ عشوائياً بطريقةٍ هندسية او إعلامية .!! , وَمِنْ هذهِ ال < منْ > وإفرازاتها : – فأنّ من اهم اسباب التي جعلت الأمريكان ليحّلوا الجيش العراقي السابق هو التخوّف والخشية منْ أنْ يعيد هذا الجيش تنظيم صفوفه ” وبما يتيسّر له من الأسلحة ” ويشرع بمقاومة وضرب القوات الأمريكية المحتلة , ثمَّ وبالتداخل ما بين ذلك وبينَ ما واجهه الأمريكان من عمليات المقاومة المسلحة التي كبّدتهم خسائراً مروّعة في الأرواح والمعدات العسكرية , فأنَّ واحدةً اخرى من المفارقات التي افرزتها إفرازات الإحتلال , هي إنشاء وتأسيس وإبتكار ” قوات الصحوة ” العراقية وتزويدها بالأسلحة والرواتب مع الضمان المطلق والمسبق بأنها سوف لا تتعرّض ولا تطلق النار على الجيش الأمريكي .!!  الأمريكان ولغايةٍ في نفسِ يعقوب او JACOB .! شجّعوا الكثير من الموظفين والعمال او سواهم على القيام بالتظاهرات للمطالبة بحقوقهم اوربما لإرباك بعض مؤسسات ودوائر الدولة في ذلك ! , لكنه ” بعد فترةٍ وجيزة ” من الإحتلال ” وحين قام العديد من ضباط الجيش العراقي السابق بالتظاهر أمام بوابة المنطقة الخضراء المحاذية لجسر الجمهورية , للمطالبة بدفع رواتبهم ” التي قطعوها عمداً عنهم .! ” فماذا حدث .؟ : – اختارت القيادة الأمريكية < السياسية والعسكرية > مجموعة مختارة من وحدات  الجيش الأمريكي تترأسها مُجنّدة امريكية ! وخَرَجتْ منْ أمام البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء , وكانت ظنون المتظاهرين من ضباط الجيش المحلول , أنهم جاؤوا لغرض التفاوض ومناقشة الأمر , لكنه خلالَ ثوانٍ , شَرَعتْ المجنّدة الأمريكية بأطلاق النار ” صلياً ” على المتظاهرين وقتلت ثمانية منهم وجرحت اعداداً اخرى لمْ يجرِ إحصاء عددهم بتاتاً .! , وقد كان اختيار ” مجنّدة ” وليس جنوداً من الجيش الامريكي , هو إختيارٌ مُتعمّد لغرض إهانة رموز الجيش العراقي .!! , وما أنْ مَرّتْ شهورٌ على ذلك الحدث الجلل , فأنّ كلّ وصمات العار الشنار والقذر ستبقى تلاحق وسائل الإعلام العراقية المنوّعة بأنْ لمْ تتعرّض ولمْ تُشِر لذلك الحدث من بعد وقوعه والى غاية الآن طوال هذه السنين .!    وإذ ماثلٌ في الذاكرة كيفية تصدير النفط العراقي من المؤانئ الجنوبية منْ دونِ عدّاداتٍ تحدد الكميات المصدرة وبقاء تلك الحالة لسنوات , فينبغي أنْ يظلّ ويترسّخ في الذاكرةِ ايضاً , حين قامت بعض احزاب الإسلام السياسي او احزاب السلطة بفتح ثغراتٍ هندسيةٍ في انبوب نفط الجنوب وسحب كمياتٍ كمن النفوط لتملأ بها الشاحنات تلو الشاحنات وتصديره عبر طرقٍ خاصّة ! وكان ذلك أمام مرأى القوات البريطانية التي كانت تحتل محافظة البصرة وتوابعها , وذلك ما جعل تلك الأحزاب تتمتع بأرصدةٍ معتبرة في المصارف الأجنبية , والأمريكان على درايةٍ كاملة بكلّ ذلك , دون ادنى شك !  وعلى ضوء بعض هذه او تلك من افرازات الغزو الأمريكي , فلا بدّ منْ REMINISCENCE – إعادة التذكير او التذكّرعن تسليم الأمريكان لبضعة ملياراتٍ من الدولارات الى قيادة اقليم كردستان , حين عثروا عليها في خزائن البنك المركزي في بداية الإحتلال , وهذا الأمر موصول الى تعزيز الأمريكان للحالة الإنفصالية في كردستان سياسياً وبكميات الأسلحة المتنوعة ” ومن قبل ظهور داعش ” ووذلك كتهيئة وإعداد مسبقين  لإنفصال الأقليم واستقلاله في وقتٍ لاحق .ونرى أنّ منْ اصعب واخطر هذه الإفرازات التي اختيرت هنا , وغيرها ايضاً , هو صعوبة إعادة اللحمة الوطنية في المجتمع العراقي على كافة صُعُدِها في المدى المنظور , وكما كانت عليه طوال عمر الدولة العراقية , نقولها بمرارةٍ وحزن ونتمنى أن نكون على خطأ او اشتباهٍ في هذا التصوّر غير المقنع .!