19 ديسمبر، 2024 6:28 ص

منَ الطائرة : السفارة في العمارة الفرنسية !

منَ الطائرة : السفارة في العمارة الفرنسية !

في طريقِ عودتي من ” شرم الشيخ ” الى القاهرة عبر خطوط ” مصر للطيران ” , وفي الفترة القصيرة التي سبقت الإقلاع , حيث اناضل او اجاهد لإلتهام أيّ قدرٍممكنٍ من الأخبار عبر جهاز ال NOTE 8 قبل توقف شبكة النت عند انطلاق الطائرة , آثرتُ اختيار خبرٍ خفيفٍ على المَعِدَه وبحجم ” mini ” وليس – ميكرو جوب – لكنه خبر يسبب سوء الهضم الفكري والسياسي , انتظرتً استقرار حالة الطيران ” لِاُشخبط ” في مقعدي هذه السطور في المسودة او برنامج ” وورد ” وثم لأستكمل متطلبات نشر المقال حال بعد وصولي الى القاهرة ..   الخبر يفيد < او لايفيد ! > أنّ قيادة اقليم كردستان قرّرت واعلنت عبر ” الإعلام ” أنها ستفتح او تفتتح سفارة كردية في فرنسا , وبالمقابل , فأنّ حكومة الأليزيه اعلنت بأنها سوف لن تعترف بهذه السفارة .! , لا اهوى انْ اجزم ولا لِأقسم بأغلظ الأيمانِ او ارفعها ! بأنَّ الدبلوماسية الفرنسية قد بلغت ما بلغت من التدنّي ” في هذه الحالة – ونحن بالضد من صفة التعميم – , لكنّ كلا الجزم والقسم أنّ الإدّعاء والزعم الفرنسي بعدم الإعتراف بالسفارة الكردستانية , إنما هو استخفافٌ و إزدراء بكل الشعب العراقي ” بأستثناء القومية الكردية ” , أيّ منطقٍ سخيف أنْ يجري فتح سفارةٍ منْ قِبلِ حركةٍ او اقليم او حزب ” لم تنل الصفة الرسمية كدولة مستقلة ” , وفي دولة عظمى كفرنسا او حتى غيرها .! وهل بات الأمر أن يغدو فتح سفاراتٍ في الدول الكبرى بالقوة .!! , أقلّ ما نقوله انّ الموقف الفرنسي هذا , أنه فاقدٌ لسمة الإحترام للرآي العام الفرنسي اولاً , وللرأي العام العالمي ثانياً , فالكل يعلم بمن فيهم السادة الجهلة أنّ فتح سفاراتٍ بين الدول له قواعد واعراف وشروط دبلوماسية , وهذا ما لاينطبق على السفارة الكردية المفترضة .. يذكّرنا هذا الأمر ويجرّنا الى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي إبّان الحرب العراقية – الأيرانية , وحينها كانت الأحزاب الأسلامية في ايران والمنضوية في تنظيم ” المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق ” وهو – المجلس الأسلامي الأعلى ” الحالي , حيث طلبوا من الرئيس حافظ الأسد افتتاح سفارة لهم في سوريا , لكنّ الرئيس الأسد رفض ذلك رفضاً قاطعاً , بالرغم من أنّ العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعةً بين بغداد ودمشق , وبالرغم ايضا من حالة العداء القائمة بين البلدين آنذاك , واقلّ ما يقال في ذلك أنّ النظام السوري كان يحترم القانون الدولي في موقفه ذلك .  الموضوع  الفرنسي – الكردستاني هذا , لاشكّ أن سبقته اتصالات ومباحثات مفصلة بين الطرفين وقادت فيما قادت الى هذا السيناريو والإخراج الباهت والمؤقت الى حين انفصال كردستان عن العراق , والشروع بتنفيذ آليات الخريطة الجديدة للمنطقة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات