18 ديسمبر، 2024 10:42 م

منين نجيب بعد “شقاوة” يرعب ضعاف النفوس ومن هو بنكهة كعك أبو السمسم؟

منين نجيب بعد “شقاوة” يرعب ضعاف النفوس ومن هو بنكهة كعك أبو السمسم؟

هي عيب من عيوب الإنسانيّة أنّها  لا زالت لم تكتمل مكوّن مبصارها بعد ,على ما يبدو أو لا زالت لحدّ اليوم لا تستطيع أن تطبّق واقعًا تثبت فيه فعلًا أنّ الإنسانيّة سيّدة موجودات العالم وقمّة مكوّنه ,حيث لا زال الإنسان يبحث عن “الأقوى” ببدائيّة ترتدي قفّازات للتمويه ,بعصريّتها ,للسيطرة على تجمّعاتنا إن أردنا تنظيمها ,بما فيه الغرب وثقافاته “المبصرة” فهي كذلك ما دامت بحاجة لقوّة تحميها.. لم يتصدّر العقل في الإقناع على التنظيم الذاتي التلقائي رغم قرون طويلة من التجارب المريرة والحروب, إذ نحن لا زلنا نعيش عالمنا البشري من عالم لا ينفع معه تفاوض أو سياسة ..فنحن ندرك مثلًا أنّ السياسة أصلها “تمطيط للخوف” ..الحسّ الشعبي يدرك بعفويّته كلّ هذا التسلسل المنطقي, يعلّق أحدهم على رمز من رموز الخطل الاجتماعي وأسّ من أبرز أسس الفساد فيه زعيم مؤسّسة دينيّة وظيفتها بيع الوهم على الناس وصل فساده لدرجة يحجب نفسه عن جمهوره أثناء ما يخطب فيهم من داخل كابينة من زجاج ,معقّبًا متندّرًا: “شنو هوّه قابل كعك أبو السمسم حاطّي بجامخانة” !..نثبت يوميًّا أنّ عالمنا عالم يحتاج “الشجعان” فقط.. وذلك لربّما سرّ من أسرار استمرار الشعور “بأنّك لا زلت حيًّا” ,بسلاح أم بشجاعة أم بموقف ..العالم مصالح ..إذ مع من يعمل مسايسًا مع الأقوياء لدرجة أن يتوسّل بهم, لن يستطيع وهو الضعيف تحقيق مصالح بلده بمقتضى سياسي مع الأقوى, إذ لو اقتضت ( مصلحة ) قوّة عظمى مثلًا إزاحة فلان أو اجتياح بلده وإنزاله من على عرشه ترى “السياسة” تلملم حقائبها وتختفي فورًا ..كن قويّاً ثمّ سايس, هنا المعادلة تكتمل ..

أنا هنا أتكلّم عن شروط حكم دولة وسط عالم مستمرّ ينتهج لغة الأقوىاء عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا منذ البدء ولغاية اليوم, طالما هنالك إفرازات للجوع ترشّح “هولاكو” وطالما أمّهات مجلّدات وكتب زبدة مفكّرو الاجتماعيّات والتدبّر الاجتماعي ومؤلّفات مراجع سبر أغوار العلاقة بين المجتمع وبين الفرد رغم مرور مئات القرون مركونة على الرفوف لا يستفاد منها سوى كتيّب “الأمير” .. وأنا أسأل هنا جميع الّذين كانوا يردّدون ضدّ النظام السابق “قبل الاحتلال” أنّ “صدّام جرّ البلاد إلى حروب وصرف أموال الدولة عليها” ..وانتم ؟ ماذا تسمّون ما يجري على أرض العراق وحتّى ليس خارجه ؟ أليست هي حروب؟ ,وصرف أموال الدولة حدّ خواء خزينتها بحروب تقسيميّة داخليّة يا ليتها كانت استعادة لحقوق خارجيّة مسلوبة سوف لن نتأسّف على الأموال إن ضاعت فيها طالما هي “محاولة” في عالم المخالب والمناقير المدبّبة مع فارق كبير لم يراعي هؤلاء لاحتياطيّات وبدائل في حالات صعبة والحروب مستمرّة  كما فعل النظام السابق رغم عنجهيّته وهو يواجه “تصدير ثورة” أو “الربيع الطائفي” لجارة مفترضة عمل حساب للاحتمالات وأخذ احتياطاته ,وبين هؤلاء خلقوا الإرهاب ثمّ يلعنونه ,وبأموال العراق ..والأكثر حرجًا هو الحرج أمام التاريخ أنّهم استجاروا بالرمضاء من النار حتّى أصبح الأمر عاديًّأ وتجاهر به هذه الحكومة الدينيّة دون أدنى حرج أمام آيات صريحات من القرآن, إذ لا استقلال ولا سيادة وطائرات الأقوى تجوب سمائنا أصبحت من المسلّمات ,بعكس ما ادّعوا من قبل ,وكأنّ الدين لا يصحّ إلّا بوجود قوى كبرى تريد إدخالنا “الإيمان”..