نشرت المواقع الالكترونية، امر القاء قبض على القاضي منير حداد؛ بناءً على شكوى (سب وقذف) مقدمة من رئيس الوزراء نوري المالكي، ضده، منذ حوالى شهر.
وحداد الذي لا اعرفه شخصيا، لكن اعرف عنه اعدامه للطاغية المقبور صدام حسين، في غضون ليلة، من السابعة مساء، الى الخامسة صباحا، ولو بدأ الدوام الرسمي، للنهار الذي شق فجره سمت السماء، لتوقف اعدام الديكتاتور بحلول عيد الاضحى وأعياد الميلاد ورأس السنة وبلوغه السبعين وتنفيذ شركة امنية تقاضت أموالا طائلة لتهريبه، مثل ايهم السامرائي ونمير دهام.
ولولا ان صنع القاضي حداد المستحيل ليلتها، لفلت صدام، مغتسلا من دم الشهداء، بالويسكي في حانات نيويورك، وحينها جيب ليل وخل الانتربول تعطيك عتابة؛ وهي عاجزة عن اعادة دهام والسامرائي وطارق الهاشمي، الذين يتنقلون بين مطارات دول العالم بحرية تامة، ولا كأن مذكرة توقيف صادرة بحقهم من البوليس الدولي.
ومعروف عن منير حداد انه تنقل بين معتقلات الطاغية، وهو في الرابعة عشر من عمره، واعدم اشقاؤه، وفلت هو من الاعدام بمعجزة، الى عمان، مقيما في السلطنة، حتى السقوط، إذ عاد مؤسسا المحكمة الجنائية الاتحادية الخاصة برموز النظام السابق، وشغل منصب نائب رئيس المحكمة.
“فهل جزاء الاحسان الا الاحسان” تخلى المالكي عن منير حداد، بعد ان حقق له منجز اعدام صدام، الذي سجل له تاريخيا، ثم تركه فريسة سهلة للأعداء من بعثية وقاعدة وكل القوى التي تنشد الثأر لصدام، اذ ابعده من المنطقة الخضراء من دون راتب تقاعدي ولا حماية… تخلى عنه، بل كشفه لأعدائه.
والان يلقى القبض عليه بشكوى من المالكي نظير كثرة ترديده بأن الحكومة ورطته باعظم خطوة في تاريخ القضاء العراقي، وتخلت عنه.. لا أظنه نادم على كونه أحق العدالة بأعدام الديكتاتور، لكنه ظل يبث حزنه لتخلي الحكومة عنه مكشوف الجناح لفدائيي صدام، ن على صفحات الجرائد الورقية والمواقع الالكترونية؛ الامر الذي عده رئيس الوزراء قذفا وتشهيرا بحقه، فإستصدر من القضاء أمر القاء قبض، بدلا من تسوية الخطأ الذي دفع حداد ثمنه من دون جريرة مشهودة تقنعه باقصائه من مسؤولياته القضائية، وإقالته… وتشريده هو وعائلته، من دون حماية.
هذا التوقيت يزعزع ثقة الناس بشخص المالكي كمرشح لولاية ثالثة؛ لأن من يتنكر لشخص قاد معه أخطر منجز قضائي سجل تاريخيا للمالكي، لن يطمئن الشعب الى كونه لن يتخلى عنهم.
فالغائب يقاس على الشاهد، والحالة المشهودة هي التخلي، ومن يؤتي فعلة ما مرة، مع الاقربين، لن يتوانى عن اعادتها مع سواهم.
بهذا يكون القاضي منير حداد القشة التي قصمت البرنامج الانتخابي لرئيس الوزراء نوري المالكي الطامح لولاية ثالثة والى الابد.