11 أبريل، 2024 10:19 ص
Search
Close this search box.

منهج الصدرين : وصفة إلى الجحيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

تدل جميع المؤشرات و المعلومات أن مقتدى الصدر يدفعه جنون العظمة يتشوّف إلى موقع سلطوي ولو كان ذلك في عراق مقسّم ويظن أنه قادر على بلوغ هدفه بمجاميعه المسلحة ومعززاً مكانته بلقب حوزوي على و مستقوياً بتبعيته المطلقة لإيران ؛ فهولم يعد قانعاً بجزء من مغانم السلطة عقب 2003 فبات طامعاً بالسلطة كاملة ليقيم في العراق دولة ملالي على النمط الإيراني يكون هو الوليّ الفقيه فيها ، ويبدوأن الوسط المحيط بمقتدى يخلو ممن يمتلك البصيرة أو الجرأة ليواجهه بحقيقة أنه قد وصل إلى نهاية المطاف في مسيرته ” الجهادية” لأسباب متعددة :
أولاً – يظن مقتدى أنه قادرعلى اكتساح جنوب العراق وبعض أحياء بغداد بتلك الشراذم المسلحة التابعة له التي يعتقد أن أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية ستعجزعن مجابهتها ، ثم أنه يمتلك من السلاح و المال و وسائل الإعلام ما يكفيه في المرحلة الأولى ريثما يحكم قبضته على موارد العتبات ونفط الجنوب وميناء البصرة ، بيد أن عقبة كأداء تعترض حلم اليقظة المقتدائي هذا فبقية الفصائل الشيعية وإن كانت تلتقي معه في التبعية للولي الفقيه الإيراني لكنها مستعدة لخوض معركة كسر عظم معه قبل أن تسمح له بتجاوز حصته المقررة من مغانم السلطة في العراق ناهيك عن بقية القوى المتمسكة بوحدة العراق و عروبته و علمانيته .
ثانياً – إن طريق مقتدى إلى سلطة يكون هو صاحب القرار فيها لا بد وأن يمرّ عبر تقسيم العراق ، ومع أن مقتدى غير معنيّ حقا بوحدة العراق برغم كل ادعاءاته إلا أن عراقاً مقسماً سيصبح غابة لن يكون مقتدى أقوى الوحوش فيها .
ثالثاً – أفاض مقتدى ورهطه في هجاء النظام الوطني العراقي ورئيسه صدام حسين لكن ضحالتهم الفكرية وأميّتهم السياسية عجزتا عن توجيه نقد موضوعي له أو طرح مشروعهم البديل الأمثل ، فكل حصيلة مقتدى الفكرية اختزلها بشعار” منهج الصدرين ” وهو شعار فارغ لا يتضمن برنامجاً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً ، و الواقع أن مقتدى ورهطه ليس لديهم للعراق المريض سوى وصفة الجحيم وأعني بها نموذج الولي الفقيه الإيراني بحرفيته .
رابعاً – يعجز مقتدى بطبيعة الحال عن استيعاب معادلات السياسة الدولية وأحكام توازناتها، فهو ومعه فصائل التأسلم السياسي مستغرقون بوهم العلاقة الإستراتيجية ووحدة الصف المصيرية مع إيران ، في حين أن حقائق السياسة الدولية تقول باستحالة صدام مسلّح أميركي – إيراني وأن مآل الصراع بين الدولتين إلى تسوية لاشك فيها ، فإيران محاذية للخليج العربي مصدر الطاقة العالمية وركن الإقتصاد الدولي بفوائضه النفطية ، كما أنها خاصرة روسيا الرخوة ، و هي الهضبة التي تطلّ على الصين ، فهي شبه ملاصقة للخصمين الإستراتيجيين للولايات المتحدة الأميركية في القرن الحالي مما يجعل منها موقعاً لا يمكن للولايات المتحدة أن تفرّط به وهي إذا لم تتمكن من السيطرة عليه فليس أمامها إلا التفاهم معه عبر صفقة كبرى ستعطي فيها الولايات المتحدة لإيران نفوذاً معترفاً به على ساحل عُمان و البحرين مقابل نفض يديها من الدكاكين الطائفية في العراق و فصائل المقاومة في بلاد الشام وصولا إلى التهادن مع اسرائيل على أقل تقدير .
من ذلك كله يتوصل أي تحليل موضوعي إلى أن مقتدى الصدر ومعه دكاكين التأسلم الطائفي ليس لهم مستقبل سواء في إطار اللعبة السياسية الصغيرة على مستوى العراق أو ضمن المعادلة السياسية الكبرى على مستوى الشرق الأوسط .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب