23 ديسمبر، 2024 6:05 ص

منهجية التغيير وأدواته … ثروة بيد المصلحين

منهجية التغيير وأدواته … ثروة بيد المصلحين

يمر العراق بمنعطف خطير حيث الحراك الجماهيري الذي ينشد التغيير الذي جاء جراء الاخفاقات الحكومية في الاداء على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والتغيير المنشود ولد بارادة مجتمعية مخاضاتها مؤلمة فقدنا فيها الوقت والمال وحركة التطور نحو بناء دولة مؤسسات ديمقراطية، وهذه التنشأة المجتمعية الجديدة الرافضة للظلم والخنوع لكل من يريد التلاعب بمقدرات البلد تعاني من عدم امكانية تحديد اولوياتها وتوحيد مطالبها مما يجعلها عرضة لتحديات المفسدين الذين يقللون من اهمية حراكهم ويزعزعون ثقتهم بعدم جدوى التغيير.وعادة حينما يتحرك الضمير الجمعي نحو تحقيق التغيير من خلال التظاهر والاعتراض على سياسات الحكومة حتما سوف ندخل في اجواء وبيئة مضطربة لاتعرف لها قائد وبذلك سوف تكون ارض خصبة ينتظرها راكبو الموج والنفعيون والمنسلخون من جسد الحكومة بحجة عدم الرضا ليعيدوا الكرة مرة اخرى من ابواب مختلفة. لذا اكثر مانخافه في حال عدم ادارة الحراك بحماس الثائر المنتفض العفوي وبضميره سوف يؤول بنا الحال الى نتاج مشوه متجه نحو الانحراف والضياع.حينما يصل الحس المجتمعي الى حالة الرفض والخروج من شرنقة الخوف والتردد فاعلم انه وجد ادوات التغيير لكن ليس بالضرورة انه قادر على استخدامها بشكل صائب او قادر على ابرازها بتوقيتاتها واماكنها، ان لم تسرق منه على حين غفلة وتصبح ادوات جارحة ضده. وهذا ماحصل مع العديد من الثائرين والمنتفضين في عالمنا العربي. وبالنتيجة سوف لن تجد المقود مع من هز الشجرة من غصنها.يمر الحراك الجماهيري الناشد للتغيير في ايامه الاولى بمرحلة الغضب والعنفوان التي تنتج فيما بعد فضاء يسمح للحراك في اصلاح المنظومة المجتمعية واعادتها للحياة من جديد بعد ان قهرت بالكبت والفساد وسؤ الادارة، فان استطاع هذا الحراك ان يلج في هذا الفضاء وينهض بالامة من بين الركام فسوف يكون حراكا جماهيريا منتجا يدخل موسوعة الاصلاح. ولايتحقق ذلك الا بتوفر الرؤية والعقل والحكمة والعلمية.ليس بالضرورة ان ينخرط في الحراك الجماهيري كل مكوناته المجتمعية من ملله ونحله، لكن يبقى الكثيرمنهم يمارس دوره في احداث التغيير من خلال ادارة وجهة بوصلة الاحداث نحو الاهداف واعادتها الى مساراتها حال تشتتها، وعادة مايمارس هذا الدور المهم جدا المؤسسة الدينية، والمجاميع الفاعلة من قادة الرأي والنشطاء المدنيين وآخرين ممن لديهم ادوات صياغة البيان الرصين والخطاب المؤثر من الاعلاميين. وكل هؤلاء مكامن للامان في حركة التغيير من دونهم حراكنا معرض للمخاطر.