لايمر يوم دون أن اسمع حفل أم كلثوم الذي تقدمه بفقرتين قناة روتانا مساء واول ساعة من اليوم التالي ، وفي حفلة اغنيتها الرائعة ( اروح لمين ) التي كتب كلماتها عبد المنعم السباعي ولحنها الموسيقار رياض السنباطي مطلع سبيعينات القرن الماضي .كانت القاعة تضج بالآف الحاضرين وهم يتيهون عشقا وهياما والهاما بصوت كوكب الشرق ، انتبهت الى وجود سيدة واحدة منقبة بين مئات السيدات الحاضرات وهن من دون حجاب ، وكان يجلس الى جانبها شيخ خليجي بعقال ويشماغ ابيض واغلب الظن انه كويتي او سعودي.راق لي أن ارى الرجل الشجاع الذي قاده هيامه هو وزوجته ليكون سميعا الى صوت السيدة ، والسيدة ايضا وراء نقابها تعيش سعادتها الروحية الخاصة في صورة نادرة كان فيها التحجب نادرا ايضا في سبعينات القفزة الحداثوية التي عاشها العالم مع الثورات وصعود القمر وافلام برجيت باردة وصوفيا لورين وكتب سارتر ولوحات السريالية وحلام بومبيدو في جعلها دولة الجمال والموضة.لم يكن وجود المرأة يثير احدا من الجالسين وطوال المرح الروحي مع صوت السيدة في اروح لمين لم يلتفت اليها اي واحد وخصوصا النساء ، فقد كان الرجل وزوجته المنقبة يعيشان ذات النشوى مع الجميع لأنها كانت تسمع بوجهها ولن تحتاج ليكون وجهها مكشوفتا وترى.اظن ان امرأة منقبة في ذلك الوقت تحمل ثقافة وتحدي وذائقة حتى ان تكون من بلاد ثقافتها وعاداتها متحفظة .اليوم في الحفلات الغنائية تجد عشرات المنقبات يقودهن هوى الغناء وسماع الموسيقى . واشك ان اي واحدة منهم تحب صوت ام كلثوم بذات الذائقة التي كانت لدى تلك السيدة المنقبة الجالسة في حفل اغنية أروح لمين لأم كلثوم.