23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

منفذ عرعر يعزز العلاقات وينشط الاقتصاد

منفذ عرعر يعزز العلاقات وينشط الاقتصاد

اثمرت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في العراق والمملكة السعودية عن تطبيع العلاقات فيما بينهما وبوادر ذلك تتجلى في مسائل عدة منها افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين البلدين. وقد رحبت الفعاليات الرسمية والتجارية والاقتصادية بهذا التطور الايجابي الذي سينعكس حتماً على النشاط الاقتصادي لمنفعة الشعبين. فأعلن التجار السعوديون انهم على استعداد للأسهام في حملة اعادة الاعمار العراقية لما خربه الارهاب وتشجيع التبادل التجاري وزيادته، وان هناك امكانات صناعية واقتصادية يمكن ان تسهم في اعادة العلاقات الى مجراها. في المقابل اعتبر مجلس محافظة الانبار اعادة افتتاح المعبر سيسهم في تشغيل الايدي العاملة والآليات وغيرها. وستحصل المحافظة على نصف عوائد المعبر الحدودي. وستدخل المنتجات السعودية، خصوصاً الغذائية الى السوق الوطنية بشكل مباشر وبأسعار تنافسية على حد قول قائممقام الرطبة. ان تطبيع العلاقات بين البلدين يخدم المصالح لكليهما اولاً، ويساعد على استقرار المنطقة ويسهم في الحملة على الارهاب ثانياً، وافضل طريق الى ذلك هو تعبيد المسار الاقتصادي وتطويره. يؤكد الخبراء الاقتصاديون والواقع العراقي ان بلادنا تشكل سوقاً مزدهرة وكبيرة ومهمة لكل بلدان الجوار بما فيها السعودية، وذلك للامكانات التي يملكنها العراق والساعي لتوظيفها في تجاوز التخلف الذي يعاني منه وتحقيق قدراً من الرفاهية الى شعبه.

ان المورد المالي الرئيس في كلا البلدين هو الذي يتطلب تنسيق السياسات بين الحكومتين من اجل سعر لهذه الثروة واعادة العلاقات الى مجاريها بحد ذاته يسهم في تحسين اسعار النفط ويذيب الخلافات بشأن الاسعار.

الان الخطوات الاولى اتخذها البلدان، وكلما اسرعت الحكومتان في حل التحديات التي تواجه بناء علاقات اقتصادية متينة ستقطعان الطريق على الذين لايرون لهم جهات مجتمعية ودولية تشكك في النجاح.

ومن هذه التحديات والمشكلات انبوب النفط العراقي المار في الاراضي السعودية والمعطل منذ غزوه الكويت الخائب، حان الوقت الى اعادته للعمل ليكون ركيزة اضافية في مبنى العلاقات الاقتصادية .. والى جانب ذلك نتمنى على الاشقاء في السعودية حسم مسألة الديون التي ترتبت على العراق جراء الحرب العراقية الايرانية على الاقل وفقاً لاتفاق نادي باريس الذي ابرمته الدول الاجنبية مع العراق، ان لم نقل الغاءها نهائيا اسوة بدول صديقة راعت ظروف العراق وما جرى له، وهي ليس بينها وبين العراق من وشائج مثلما هو الحال مع السعودية.

ان شعبنا ينظر بايجابية لتطوير هذه العلاقات وتحسينها لانه يشخص عن صواب منافعها وطي صفحة الماضي البغيض