18 أبريل، 2024 1:04 م
Search
Close this search box.

منفذ عرعر واللحظة التأريخية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ولدت عربيا لآني لفضت اول كلمة باللغة العربية وهي (امي) لأن اهالي حديثة يلهجونها هكذا بجر الألف كالسوريين ولم اقل (انيم ) بالتركية او (ما درم) بالفارسية لأني مسلم وهم مسلمون وبما ان اهلي العرب مجزئون انتميت وأنا في الثالث المتوسط الى حزب البعث المحظور في العراق والحليف في سوريا قبل استلامه للسلطة وأنا طالب في الثالث المتوسط لكون اول اهدافه تحقيق الوحدة العربية والتي تطور فكره من المناداة بالوحدة الاندماجية وصهر الاقطار العربية في بودقة واحدة الى الخيمة الكبرى التي تظم الخيام الصغيرة ، وطبعا لم انتم لأني استوعبت فكر الحزب بل لآني كنت الأخ الأصغر من بين ستة اخوة منتمين قبل استلام السلطة ، ولكون الفكر العروبي برمته كان طاغيا في منطقتي على الاقل .

بعد ان اجتمعت وقرأت فكر الحزب ونشراته تعلمت ان دول الخليج العربي كانت محصورة تحت عنوان (الرجعية العربية) ومر الزمن ودعمتنا دول الخليج في حربنا مع ايران بدافع المصلحة والخوف من ايران الا ان ذلك لم يغير نظرتي لهم الى ان بدأت الطائرات تنطلق من قواعدهم لتنفيذ خطة امريكا في خطوط العرض ، وألى ان ساهمت في الحصار والحرب ضد العراق وبالتالي هم المسؤولون مع غيرهم بتدمير بلدي العراق بعد حصار شعبه وتجويعه .. مع الاعتراف ان دخول الكويت كان خطأ استراتيجي وأيديولوجي كبير

كل هؤلاء ومعهم الطبقة السياسية الحاكمة ساهم الموقف الامريكي والأوربي والسعودي بشكل خاص والخليجي عموما في الوصول الى ما وصلوا اليه من سلطة وجاه ومال ، بينما ساهم كل هؤلاء في اجتثاثي وحل جيشي وتدمير بلدي كما اسلفت في مقال قريب ، وسرعان ما تفاجأت عندما كنت اظهر على الفضائيات الايرانية في سوريا ( العالم والكوثر) ان السؤال الأول الذي ليس لي بالطبع هو عن الموقف العربي من القضية العراقية وهذا السؤال جاهز عادة مهما كان موضوع البرنامج .. فأن كانت الاقطار العربية لم تفتح سفاراتها في العراق فإنها معادية ، وإن كانت قد بدأت بمحاولة فتح السفارات فيكون السؤال : لماذا هذه الهرولة ؟؟ وكانت اجاباتي مثلا ان السفارة الاردنية تم تفجيرها لكونها طالبت بأموالها من شخصية سياسية عراقية .. او ان الفلسطينيين قتلوا وهجروا بمناسبة يوم القدس ، وهناك مكتب للفلسطينيين المهاجرين من العراق الى سوريا وهو موجود في منطقة مخيم اليرموك بدمشق . وكانت هناك تظاهرات تخرج حاملة لافتات مكتوب عليها (لا للعرب في العراق) .

الأمة كالأم لا يمكن طلاقها حتى لو كانت زانية فهي ليست شريكة حياة لتطلقها فهي التي خرجت من رحمها وتكلمت لغتها لغة نبي الاسلام وآل بيته وصحبه ولغة القرآن ولغة اهل الجنة .. فضلا عن ان اللغة المشتركة هي الثقافة المشتركة والعادات المشتركة والاحاسيس والعواطف المشتركة .. هي عمر المختار وعبدالقادر الجزائري هي الرصافي ونزار قباني ومظفر النواب وهي ( عيناك غابتا نخيل ساعة السحر) للسياب .. انها ام كلثوم والقبانجي .. انها المقام البغدادي .. انها النواعير والكرود .. انها سومر وأكد والاهرامات .. انها الجولان .. وهي بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية لقرون وقرون .. انها الكعبة العربية .. انها النجف الاشرف وكربلاء المقدسة .. انها اور(الناصرية وذي قار) والانبار

لنعد كل ذلك ثوريات زائفة ، ولنسأل هل إن قبول الاستثمارات الأجنبية مرهون بالأديان والأيديولوجيات ام انها مصلحة البلد من عدمها ؟؟ وهل ان الاستثمار هو احد افرع الاقتصاد ام السياسة ؟؟ أن كانت سياسة وهي ليست كذلك فالسعودية دولة عربية مسلمة جارة ، وهي لن تقوى يوما على ايذاء العراق حتى ان توجهت نيتها لذلك ، فضلا عن انها محكومة بنظام العائلة الذي هو بطبيعته يبحث عن المصلحة ، وهمه بقاء نظام الحكم من خلال تحقيق الرفاه لشعبه ، وهي لا تحمل احلاما امبراطورية عثمانية كانت او فارسية .. وليست لديها صراعات ومشاكل عدا مع الجارة ايران فضلا عن انها من مجموعة العشرين

الاستثمار مصلحة شعب ولن يكون مؤذيا في معظم حالاته وهو ضروري جدا جدا في حالات كحالتنا بل هو الخيار الوحيد للخروج من عنق الزجاجة الذي نخرج منه الى الانهيار الاقتصادي المحتوم ، واختتم معكم اعزتي بأعلامكم ان الولايات المتحدة صاحبة الاقتصاد الاعظم في العالم لديها استثمارات اجنبية في بلادها بقيمة 500 مليار دولار .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب