على الرغمِ من تقاطعي مع حكومة السيد العبادي , ومع كلّ رؤساء الوزراء الذين سبقوه , لكنيّ اُؤيّد وادعم قراره بمنع التغطية الإعلامية لمعركة الموصل , لقناة ” الميادين ” اللبنانية – المائله – لإيران , وكذلك فضائية ” بلادي ” التي يملكها ابراهيم ” الأشيقر ” الجعفري – وزير الخارجية , وايضا ” روداو ” الكردية , ومعها < القناة الفضائية العراقية ! > , بالإضافةِ الى وكالة ” AB ” الأمريكية , بسبب تغطياتهم ” بالبثّ المباشر ” لمجريات المعركة الجارية في الموصل , بالرغم من التحذيرات والتنبيهات السابقة لهم من القيادة العسكرية العراقية بهذا الشأن .
قد لا يتّفقُ معي بعض زملائي في ” الإعلام ” على تكميم او تكبيل تلكنّ الوسائل الإعلامية المذكورة , بما لا يتماشى مع حرية الإعلام , لكني , ومن موقع المسؤولية الوطنية , اُؤمن واؤكّد على أنّ الأمن العسكري ” في اوقات الحرب ” له اولوية واهمية مضاعفة تسبق حرية التعبير والإعلام .
لكنّه والى ذلك , فأرى أنّ قرار العبادي جاءَ متأخّراً جدا , ولربما في الوقت ” شبه الضائع ” , فكم بثّتْ تلك الفضائيات وسواها من صورٍ ومعلومات عسكرية عن مجريات المعركة منذ بدئها قبل شهور ولغاية الآن .! وكم استفاد منها العدو الداعشي , وما انعكاسات تلك الإستفادة التي أدّتْ الى خسائرٍ في اعداد الشهداء والمعدّات العسكرية .!
وللإنصافِ , او لبعضهِ على الأقل , فالسيد العبادي ليس بوسعه متابعة كلّ الجزئيات في وضعٍ ينفقد فيه الأمن الداخلي ويستفحل فيه الفساد المالي – الأداري , فضلاً عن الصراع على السلطة ” من داخل السلطة ! ” وسواها ايضاً , فأنّ نبال اللوم وسهام النقد ينبغي تسديدها الى القيادات الأمنيّة والعسكرية في انتباهها المتأخر حول تأثيرات البثّ المباشر وتصويره لتفاصيل المعركة .!