“لا تقاتل العربي فيتعبك بالمطاولة لكن فاوضه ،، تنتصر”
هذه المقولة هي نصيحة قدمها وزير خارجية امريكا الشهير ومستشارها قبل ثلاثة عقود ، والتزمت بها اسرائيل بكل دقة ، وانطلقت في حملة “مفاوضات” هي تعرف والعرب يعرفون انها كاذبة وخادعة ولن توصل الى شيء من العدل بل ولا حتى الى الترضية غير المنصفة ، فالعرب غير محترفين في التسويف والكذب كما هم في القتال وانما تلك من ميزات اليهود .
اليهود عدّلوا على النصيحة الذهبية وابدعوا في التعديلات وجعلوها قاعدة ماسية ، واول تلك التعديلات -بعد وقف القتال الميداني مع العرب “كجيوش” ووقف مناكفة العرب “كشعوب”- هي تغيير حكام العرب الذين على راس الهرم وكذلك تجنيد القادة العسكريين او ترويضهم في اقل حال ،
إسرائيل فهمت -منذ بداية الصراع الى بداية التسعينات من القرن الماضي- ان الشعوب العربية مازالت تحس بوحدة الدم وان كانت بعض الشعوب المسلمة لا تحس بوحدة المصير ، و لاحظت ان كثيرا من قادة العرب الصقور مازال عندهم حمية على اعراضهم ورجولة في شخصياتهم وغيرة على سمعتهم وشعوبهم ، فبدات بخطة شاملة اسمها “المفاوضات” وخدعة اسمها “الارض مقابل السلام” و حملة مزيفة اسمها “نشر الديموقراطية” واستعانت بكثير من الدول التي تتسمى بالاسلام ولم تكن تنتمي اليه تلك الحقبة مثل تركيا و ايران جارتي العرب وقطبي المسلمين “سنة وشيعة” ،
فانطلقت بتخدير الشعوب العربية عن القتال بتلهية قادتها بالمفاوضات وتسكين الفلسطينيين المشتتين بمكذوب الوعود ، اتكأت اسرائيل في ذلك على راعيتها امريكا وعلى حليفتها السرية وضرتها في الزوج العربي ايران واستمدت نجاحاتها من سفالة حكام عرب منبطحين انذاك في عائلة ال سعود في الجزيرة وعائلة “بني هاشم” في الاردن و”امراء المؤمنين” في المغرب وبعض حكام مصر وسوريا المتاخرين وامثالهم ،
إسرائيل هدفها الرئيس كان تجنب قتال العربي اي العربي المواطن الحر المتمكن من الجهاد والقتال دون عائق من حدود تمنعه او حاكم يردعه او مصائب تلهيه واقتصاد يجوعه ، وقد كان لها ما ارادت فقضت على حكام ينتخون وجاءت بآخرين يرضخون وسلمتهم خطة التجوبع او الترويع او التجهيل والتضييع لشعوبهم وصدها عن الجهاد وابعادها عن الاستجابة لقضايا امتهم ، فواجه المواطنون العرب عدوهم في الداخل من حكام وسجانين وعملاء وماجورين من ابناء جلدتهم بدلا من مواجهة العدو الغاصب في سوح القتال ، وابدعت ونجحت واصرت اسرائيل على ذلك لانها تعرف ان العربي اذا بدا القتال فلن يجزع من طول مدته، وان خسر فلن يقر بخسارته وان انهزم فلن يستسلم لهزيمته وسينهض ويقاتل ويهجم كلما سنحت الفرصة ، وقد قال اليهود لموسى “اذهب انت وربك فقاتلا” بينما قال العرب لمحمد “انا معكما مقاتلون” عليهما الصلاة والسلام.
والعالم يعلم والغرب يعلم ان الرجل العربي يقاتل 40 سنة كما الحصان العربي يصول طول النهار ولا ينام في الليل الا نزرا وقد قاتل العراقيون ايران ثماني سنوات وقاتلت دول الطوق العربي ومعها أخواتها اسرائيل عديد السنوات ، ولذا فقد جعل اليهود وهم {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ}ومن ورائهم الغرب الملحد والنصراني جدارا عازلا بينهم وبين المقاتلين العرب هو حكام العرب وراقصات العرب وعملاء العرب وفناني العرب المؤدلجين ومثقفي العرب المنسلخين ويوما بعد يوم يصدون الناس عن القتال باوجه مختلفة الى ان تخلصت من كل مقاتل عربي ،
وها هي اليوم تواجه مطاولة اخر الرجال العرب المحترمين “رجال حماس وفلسطين” ، وقد سخرت اليوم كل اعلامها وعاتبت كل عملائها الحكام في البلدان العربية وسخرت جهودهم وسلطت اقلام وضيعة وعقول رضيعة لتنال من احقية المقاتلين وشوهت الحقائق وادعت المظلومية واتهمت اهل الارض “حماس” بالاعتداء وهي محتلة لأرضهم ، وطبّل وراءها “المثقفون” و “المحللون” العرب من القاعدين ، وممن يحبون القعود ويطيلون الرقود وهم -في عدائنا وتخذيلنا-اشد علينا من اليهود.
ادهم الشبيب