18 ديسمبر، 2024 7:57 م

منع الخمور وتجارة المخدرات

منع الخمور وتجارة المخدرات

صوتت اللجنة القانونية في  البرلمان العراقي على مشروع قانون تقدم به النائب محمود الحسن والخاص بمنع صناعة الخمور واستيرادها وبيعها وقد حقق النائب محمود الحسن سبقاً لم يحدث منذ اول التاريخ العراقي ولحد الان . ان تمكن شخص عراقي من منع صناعة الخمور رغم مرور تلك الحضارات والحكام والملوك والانبياء والامراء . لقد نجح الحسن بما فشل فية انبياء وامراء وائمة  وخلفاء  وولات  ورجال دين بمنع صناعة الخمور . هذا القرار لو كان قد صدر قبل ٢٠٠٠ عام لحقق ضرراً بالغاً في شبه الجزيرة العربية فالعراق منتج الخمور بكافة اشكالها وكان اهل قريش واليمن وبقية الامصار يستطعمون العرق العراقي كما يستطعم النواب الويسكي الاسكوتلندي .
ماهي الدوافع الحقيقة في منع الخمور . 
وما علاقة الدين والقانون والدولة والاعراف والتقاليد .
ورد ذكر الخمور في الكتب المقدسة والتاريخ اخذ حيزاً كبيراً في متعته لدى الشعراء والادباء وذكر كل مافيه من مساوئ وبقى الخمر القريب البعيد بين المؤمنين من كل الاديان واخرين يرفضون شرب الخمر وفق حسابات الذوق والاخلاق والصحة لما في كثرته من مضار كبيرة وسلبية ولم تستطيع الاديان منعه بشكل قاطع وانما وضع تحت طائلة الاجتهاد وهو لا يشبه لحم الخنزير والميته والدم فكان القريب البعيد .ذلك الاجتهاد محط ريبة وشك او مثل ( المشتهيه ومستحيه ) وكثيراً ما يضع الحكام عبر التاريخ  وعاظ يجتهدون كما يجتهد مفتى اللجنة الاولمبية الشيخ العباسي والعباسي وما اكثرهم في الدول والامصار عندما يجتهدون بما يرضي الولاة . وبقى الخمر طوال تلك القرون ومنذ ان ورد ذكره في القران وهو يقضي كما الحوائج تقضى بالكتمان وهكذا هو حال النخب من رجالات الدولة والدين في مجتمعتنا عبر التاريخ ولا ينزهها الا الله مازالت هي بالكتمان . بينما العوام يتمتعون بمتعة تناول الخمور بكل حرية ولم يحدث ان عكر مزاجهم رجل دين او دولة الا في فترة الولاة والحكام الخارجين عن شرع الله والانسانية ونموذج الحجاج والمتوكل هو الاكثر شراسة وضراوة وكان الجلد في كل الاحوال لايساوي لذة الخمرة التي يطمع بها جميع المسلمين .
موضوع الاجتهاد في الخمر سبق محمود الحسن في تلميع صورة الحاكم والسياسي فمن يريد ان يتقرب الى الله مجتهداً يمنع صناعة الخمور واستيرادها وبيعها ولكنه لم يجتهد في صناعة المخدرات وبيعها واستيردها ولم يذكرنا القاضي الصارم محمود الحسن هل ان الترياق والحشيش وحبوب الكبسلة بديل عن الخمرة المحرمة خصوصاً وان اغلب المخدرات لايدخل جوف البطن كما الاخوة في طالبان الذين يزرعون المخدرات ويتعاطونها لانها حلال ليس فيها شراب ولاتدخل جوف البطن والا يكون البنج حرام والمخدر حرام ولك ان تفسر اجتهاد طالبان السنة والشيعة في اقامة الحد عند حدوث الفوضى وضعف القانون ومتعة الاجتهاد .
اجتهاد النائب الحسن لايختلف عن اجتهاده في توزيع قطع الاراضي قبل الانتخابات فهو لم يكن يقصد اصواتهم وانما رضى الله والمرجعية والعوام في سكن لائق وهكذا الحال على الخمور النجسة والتي شاربها على حد قول طالبان الشيعة انجس من الكلب والخنزير . فسارع السيد الحسن يرسل برقيات التهنة للمرجعية بان يشهدوا له عند الله بانه حرم ماعجز ان يحرمه نبوخذ نصر وبابل واشور والامام علي وبني امية والمنصور والرشيد وفيصل الاول وعبد الكريم وعبد السلام والبكر وصدام وعلاوي والمالكي والعبادي .هل طمع السياسي الحسن بالشهرة جعله يجتهد في الخمرة ام ان هنالك اجندة محلية واجنبية وراء هذا الاجتهاد . نموذج منع صناعة الخمور وبيعها وشرائها تجربة هي اقرب الى الواقع في دول الجوار .الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة السلفية السعودية تقترب كثيراً من التوجهة العام لصرامة القاضي الحسن والنواب المصوتين في موضوع الخمر وهم اكثر صرامة في شاربة وحاملة وبائعة ومشترية ومن نظر اليه وووو .
وبكوني فضولي وباحث احياناً في عادات وتقاليد وسلوك الشعوب فوجدت ان قرب الجمهورية والمملكة جعلني استطلع اراء نماذج منهم في الخمر فتبين لي انهم اقل من المقياس العام وان الناس ترى وتسمع ولكن الحقيقة غير وتبين لي ان العراق عبارة عن عطارية في بيع الخمور بينما الجمهورية والمملكة سوبر ماركت ومول كبير تحت الارض يرتوي منه عباد المسلمين من الدولتين بمتعة افضل من توفره رغم غلاء سعره . حادثتين رواها لي صديق سلفي سعودي واخر امامي ايراني .. في الاولى انقلاب عجلة قاطرة ومقطورة من ضمن عجلات تحمل قناني بيبسي كولا وكان انقلاب العجلة في وسط مدينة الرياض جعل البضاعة تترامى بمسافات وفيها قناني ممزقة من الالمنيوم عرفها الناس وافتضح امرها وتبين انه ويسكي وليس بيبسي مستورد من دول القردة والخنازير وان هذة التريلة كما غيرها وطوال هذه السنين تتعقب كما الاخريات وتنصرف بهدوء ووفق عقيدة اقضوا حوائجكم بالكتمان وبعلامة بيبسي كولا ( المذاق الطيب ) .
الشعب السعودي في مكة كما الشعب الايراني في قم كلاهما يحترم تقاليد المدن المقدسة والصلاة باوقاتها وبنفس المقدار عندما تحط بهم الطائرة في شرم الشيخ او اي عاصمة اوربية وفيها فوج ايراني او سعودي فتنفذ الخمور من البارات والمطاعم كما ينفذ السكر في الحصار والحروب .الاخ الامامي الايراني قال لي ان الحكومة الايرانيية لاتتدخل في خصوصية المجتمع الايراني ومايحدث في بعض البيوت الايرانية يعبر عن انفتاح وكأنما انت في الغرب من حيث توفر ما لم تجده في الاسواق وفي ايران لايضعون الويسكي في قناني البيبسي وانما تحمله الحمير وسط الجبال والادغال وفي الزوارق  في الاهوار وبما يجعل الجمهورية الاسلامية بلا عقل بعد صلاة العشاء كما احفاد السلف في المملكة العربية السعودية ..بغداد ومنذ وطئها خلق الله وهي عامرة بكل شيء ومنها المنكرات والمكفرات ورجس الشيطان . وبغداد مدينة كبيرة ليس لك فيها ان تعرف تلك الامواج البشرية الهائلة الداخلة والخارجة من بارات بغداد التي في عددها على حد قول احد الواعظين ان فيها بين بار وبار بار فتخيل كمية الخمر المصنوع والمستورد وكيف ذكرت اسكتلندا يوماً وفي احصائية الاستيراد بان العراق المستورد الرئيس للويسكي في الشرق الاوسط بينما تبين ان الجمهورية الاسلامية والمملكة السعودية تستورد من كل السوق الاوربية وباسعار زهيدة وبغير ذي جودة الاسكتلندي ..
ابناء الجمهورية الاسلامية يتذكرون كيف قامت لجان الامر بالمعروف وفي اعقاب الثورة الاسلامية الايرانية برمي ملايين لترات الويسكي والفودكا وانواع المشروبات وبما يشكل نهراً من الخمر في مجاري طهران والمدن الاخرى  والى اليوم ورغم مرور تلك السنيين يتحسف الايرانيين ذلك النهر ويعدونه ؟ 
عودة الى بغداد وحب الاستطلاع والفضول في تلك البارات فسوف تجد ان ماء اللبلبي بلاش وان التقاليد فيها مصانة ومحترمة فما ان تجلس حتى تسمع صيحات ( الله بالخير ) وسوف تجالس اناس في منتهى الخلق فلا يتبول الا ان يستأذن منك وهكذا الحال مازال هو يشرب البيرة المدررة فهو ياخذ موافقة جليسة بالنهوض للمبولة . اخلاق البارات لاتختلف عندما تعرف ان اغلب جلساء البارات هم من المحافظات ومحافظة النائب اكثر المحافظات  زيارة الى بارات بغداد وملاهيها ورغم وفرة الخمور وتجارتها فابنائها يعتبرون بارات بغداد شمرة عصا . وكذلك الحال في المحافظات التي اثرى تجار ومهربي المشروبات في اعقاب سقوط النظام من الاستفادة من تجارة الخمور في دعم نشاطاتهم اليومية السياسية والجهادية والنضالية ..ومثلما كان سكان المحافظات يحجون الى بغداد في كل عطلة للخلاص من المحافظين ومجالس المحافظات والواعظين في بارات وملاهي بغداد  .. فها هو الحسن ونواب الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان  يضيقون على اهالي بغداد باسم الله والمرجعية لكي  يحج الجميع الى سليمانية واربيل ودهوك  او يرتضون بكميات محدودة من افة المخدرات الهالكة وباسعار عالية يفرضها السياسيين الذين يديرون مافيا المخدرات وتهريب المشروبات  وان تلك الاموال  يخصص ريعها لخدمة الناخبين والمستضعفين واستكمال بناء قطع الاراضي التي وهبها النواب .اما الذين ارتضوا بالنائب محمود الحسن اماماً وقاضياً وسياسياً في تشريع القوانين عليهم ان يتذكروا ان شرب الخمر اهون من شرب المخدرات وان الخمر ومافيها في الدنيا والاخرة ليس مسؤولية الحسن وانما مسؤولية الناس ورب الحساب الذي يقول .إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
هذة الاية العظيمة وهذا الرابط للشيخ الابراهيمي https://youtu.be/gs8P2m7xsiA يبين فيه الفرق بين من يعمل عملاً صالحاً وهو يشرب الخمر ومن يسرق الناس ويبتز الناس ويروع الناس ويحتال عليهم . اذا كان لشارب الخمر من ذنب فان ذنب الذين يشرعن منعه من السياسيين يرتكبون من الذنوب ما يجعلنا نترحم على شارب الخمر .
واخيراً اريد ان اسئل النائب الديمقراطي والقاضي الصارم والرجل المؤمن ( لو لم يكن العراقيين مسيحيين ويهود وصابئة وايزدية وغير متدينين وغير مؤمنيين وملحدين ) هل تريد ان تفرض رغبتك والاخرين من النواب عليهم وتلزمهم بما تريد وبما تشاء لا بما يشاء الدستور والقانون والدين .