أثار القصف الكيماوي الاجرامي الأسدي على خان شيخون وقتل الأطفال والمدنيين الأبرياء، ردود أفعال شديدة في المجتمع الدولي. وأكد ركس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي:« من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية ولا دور للأسد آو عائلته في مستقبل الحكم السوري».
زيارة وزير الخارجية الآمريكي لروسيا وتصريحاته بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في توسكانا الإيطالية قبل سفره متوجها إلى موسكو تبين أن الأزمة السورية بعد قصف أهم قاعدة عسكرية للأسد قد دخلت نقطة عطف جدية وجديدة تغلق طريق العودة الى السابق. وكان تيلرسون قد قال قبل توجه الى موسكو « نأمل أن تخلص الحكومة الروسية إلى أنها ربطت نفسها بتحالف مع شريك غير جدير بالثقة؛ متمثلاً في بشار الأسد»، مبيناً أن «تحالفات روسيا مع الأسد وإيران وحزب الله لا تخدم مصلحتها، ويجب عليها التحالف مع أمريكا وآخرين».
فهذه التصريحات المدعومة من قبل مجموعة السبع ودعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين وكذلك الدول العربية والضربة العسكرية الأمريكية مسنود باسناد سياسي قوي جعل النظام الايراني وكل من يدافع عن جرائم الأسد في عزلة.
روسيا وبعد الضربة الأمريكية أنكرت القصف الكيماوي الذي قام به النظام الأسدي، واعتبرت الضربة الأمريكية غير مقبولة وكان بوتين قد أعلن في وقت سابق أنه لا يلتقي بوزير الخارجية الآمريكي. بينما التقى به لمدة ساعتين وجدد الاتفاق الجوي مع أمريكا بخصوص الطيران في سماء سوريا.
واذا أمعنا النظر في هذا الملف فنرى أن من أهم النتائج لهذا التحول هو عزلة النظام الايراني وتزايد الشرخ بين ايران وروسيا. تأكيد الرئيس الأمريكي وكبار السلطات في ادارة ترامب بأن على الأسد أن يرحل، يبين مواجهة شديدة بين المجتمع الدولي والنظام الحاكم في ايران الذي تورط في مستنقع سوريا وسط تقارير نشرتها منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في وسائل الاعلام تثبت ضلوع الحرس الثوري في القصف الكيماوي على خان شيخون.
لذلك الواقع الرئيسي للأزمة في سوريا هو أن الوضع الحالي للأزمة أصبح دون رجعة وأن هناك اجماعا للمجتمع الدولي على رحيل الأسد، وهذا ناقوس خطر جدي على النظام الحاكم في ايران الذي تلقاه قبل الآخرين. وأبدى الحرس الثوري في مواقعه قلقه من هذه التحولات وكتب ان القصف الصاروخي الأمريكي على سوريا يشكل نقطة عطف لم يكن يتوقعه النظام وأكد أن طرد النظام الايراني من سوريا هو من أهم الأهداف الستراتيجية في العهد الجديد الذي بدأ ضد النظام.
ومن نقاط الضعف للنظام المتطرف الحاكم في ايران هو أن كلا الجناحين في النظام يوافقان على التدخل في سوريا ودعم بشار الأسد. واتصل روحاني رئيس النظام هاتفيا ببشار الأسد بعد القصف الصاروخي الامريكي لقاعدة الشعيرات وأدان الضربة وأعلن دعمه للأسد. كما أعلن قادة النظام الايراني وقادة الحرس الثوري أنهم لو لا يقاتلون في سوريا فعليهم أن يقاتلوا في طهران والمحافظات الأخرى مع الشعب الايراني.
لقد بلغ الدور الحيوي لسوريا في مصير النظام الايراني ودعم النظام الشامل للطاغية في سوريا الى نقطة تحول تتطلب قطع أذرع النظام الايراني في دول المنطقة وطرد قوات النظام الايراني من سوريا والعراق وتصنيف الحرس في قوائم الارهاب باعتبارهما الخطوات الأولية في حل جذري للأزمات التي حلت بالمنطقة وكذلك لمعالجة الأزمة السورية.
النهاية